CRI Online

يوميات مروان سوداح

cri       (GMT+08:00) 2011-12-30 16:03:02


مروان سوداح

بعد أربعين سنة..

ها قد وطأت قدمي أرض بكين من جديد هذا العام. إلا ان زيارتي هذه الأيام الى الصين مُميزة حقاً وبكل ما تحمله الكلمات من مَعنى. فبعد أربع عشريات كاملات، وربما ونيّف، يوجّه القسم العربي لإذاعة الصين الدولية دعوة مشكورة لي لزيارة جمهورية الصين الشعبية، تكريماً وتقديراً لجهد المتابعة الاذاعية المبذول من قِبلي على مساحة الخوالي من السنين، والتي عاصرتُ خلالها العديد من مديرات ومدراء القسم، وكوادره الناطقين بالعربية بطلاقة، ورفاقنا الإذاعيين العرب الذين يحملون هَمَّ الاذاعة ونجاحاتها على كواهلهم، وقد رفعوا من أدائها سوياً مع الخبراء الصينيين فيها، ممن أفنوا سنوات طويلة من عمرهم المهني والشخصي في دراسة "الضاد"وتدريسها، واستخراج الجَمال من الأحرف العربية، فجعل الأثير الصيني موسيقا جاذبة لكل الفئات العربية والأجيال والأعمار.

تجري زيارتي الحالية الى الصين في إطار مناسبات تهتم هذه الدولة بالترويج لها وتعميق مراميها لدى مواطنيها والشعوب الأجنبية وهي، أولاً الذكرى السبعين لتأسيس الاذاعة الصينية، وثانياً مسابقة الإذاعة الصينية المُكرّسة للمستمعين العرب لتعزيز الروابط مع مصر و"إحياءً للذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر"، والتي صادفت اليوم الثلاثين من آيار الماضي. فهذه الذكرى تبقى مضمخة بأريج التعاون الوثيق بين البلدين والشعبين منذ إقامتها في زمن شهد تطورات جسام وحِراكات واسعة على مساحات المنطقة العربية، تذكّرنا بما يجري اليوم عليها أيضاً، حيث تشتد المواجهات والإصطفافات والفرز الطبقي والتحرري. وقد نجحت المسابقة نجاحاً باهراً، وتمخضت عن فوز كاتب هذه السطور من الاردن، ووجهت الدعوة كذلك الى مجموعة من المواطنين المصريين، كانت إجاباتهم الأفضل من بين عشرة آلاف مصري أدلوا بدلوهم فيها. وتهدف المسابقة في شعارها الى "تعزيز الصداقة والتفاهم بين شعبي البلدين" الصين ومصر، ونظمّها القسم العربي للاذاعة الصينية بالتعاون مع سفارة الصين الناشطة في مصر، وبوابة صحيفة "الوفد"المصرية. وقد كرّم السفير الصيني "سونغ اى قوه" المستمعين الفائزين في مصر في سفارة الصين بالقاهرة، والى جانبه الاستاذ حسن أبو سعد، مساعد رئيس حزب الوفد المصري، والاستاذ "صلاح قوان" مدير إذاعة الصين الدولية فى "الشرق الأوسط"، الذي كان تقييمه إيجابياً في كلمته في الحفل الإحتفالي بهذه المناسبة، فهو يرى أن العلاقات بين البلدين تتطور، وأما الإهتمام بالإذاعة الصينية والصين فينمو في مصر بإضطراد، لذا ستواصل الإذاعة عملها الدؤوب، ضمن سياسة الصين الأممية والتزاماً بها، لمضاعفة خدماتها في "الشرق الأوسط"، فتعزيز معرفة شعوب المنطقة بالصين.

أما الذكرى السبعين لتأسيس الإذاعة الصينية فهو حدث كبير ووطني ودولي بكل المقاييس في بكين والقارة الصينية وخارجها، وتعقد الحكومة هنا عليها آمالاً كِبار تتلخص في ضرورة العمل على الأرتقاء برسالة الصين الإعلامية على نطاق الكون، وعرض الواقع الصيني من خلالها على العالم، وهو سعي تؤكده مشاركة عدد من المسؤولين الصينيين في احتفالات الإذاعة على أرفع مستوى، وعلى رأسهم القيادي (لي تشانغ تشون)– عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الذي أعرب عن "أمله"، والأمل هنا بمثابة توجيه حزبي وحكومي صارم وقرار ينتظر التنفيذ، في مواصلة الإذاعة سعيها لتطوير نفسها إلى مستوى أعلى، وزيادة جاذبية برامجها، ورفع مستوى الإدارة والتحرير وجودة البث لديها، وتوسيع نطاق تغطيتها الأثيرية لتشمل فضاءات العالم كله، بهدف تحويل راديو بكين إلى جهاز إعلامي مواكب للعصر وتقنياته، ورافعة من الدرجة الأولى.


1 2 3 4
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي