CRI Online

يوميات مروان سوداح

cri       (GMT+08:00) 2011-12-30 16:03:02

بكين.. صقيع دافئ و.. دحنون!

هذه المرة، الأربعاء الماضي، ساحرة على نحو غير مسبوق في عيني، إذ ترتدي العاصمة الصينية هذه الأيام حُلّة بيضاء قشيبة مع تدني درجة الحرارة فيها، الى خمسة فقط تحت الصفر المئوي!. لكن أهل بكين، وعلى عادتهم المعهودة، لا يشعرون بالبرودة، ولا بقساوة الأجواء الخريفية، وها هم شيبهم وشبابهم بدون أغطية على الرأس، ويسارعون الى أشغالهم وأعمالهم في شوارع وطرقات العاصمة، متحدين جولات البرد القارص، ومتدثرين بملابس عادية للغاية.

"فيحاء" سيدة فاضلة، تعمل منذ ثماني سنوات في شؤون الصحافة والإعلام الصيني، وخاصة في الإذاعة الصينية- التي تحتفل هذه الأيام بالذكرى السبعين لتأسيسها المجيد- بعد تخرّجها من كلية اللغة العربية في (جامعة الدراسات الأجنبية) في بكين، وها هي فيحاء الصينية، بسنواتها الـ27، تبلي بلاء حسناً في عمليات الإخراج وإعداد البرامج، ليصل برنامج "رسائل المستمعين" الأسبوعي، الذي تُعدّه وتقدّمه زميلتها الصحفية الجزائرية المعروفة مولاي إبتسام - بصوتها النابض والحنون وابتسامتها الفياضة التي يحملها الفضاء لأصدقاء الصين وأنصارها، وهي كذلك كاتبة في يومية "الديار"، الى المستمعين العرب في ديارهم، من محيطهم الى خليجهم.

خُيّل إلي أن "الرحلة" من المطار البكيني الدولي الى فندق "هوليدي إن" الفخم، وقد إخترقت العاصمة الصينية المزدحمة بوسائط مواصلاتها العديدة وملايينها الثلاثين ونيّف، كانت طويلة. فبعد طيران متواصل، من عمّان الى أبو ظبي فبكين، استغرق حوالي عشر ساعات، مضافاً اليها ساعتا انتظار على الأقل في أبو ظبي، ترى أن كل رحلة، وإن قَصُرت هي طويلة ومُمِّلة، فلا صحافة ولا إعلام فيها ولا سياسة، ولا شيء سوى النوم، والنوم فقط على مَقعد الطائرة الوثير، وتناول الأطعمة المتلاحقة في قاعة الإنتظار الخاصة بكبار الزوار.

لكن اللقاء الذي يكتسب نكهة عابقة بالياسمين الشرقي، يبقى مع إبتسام وزوجها رفيق العمر الطيب غزوان بريك، وهو الآخر من كتّاب "الديار" المعروفين، وصحفي لامع في إذاعة الصين ذاتها، حضر الى هنا بعد عمله في "سانا" السورية، وكان ابتسام وغزوان على عادتهما هما أيضاً كلطائف الدحنون في ربيع بلادنا، يفيضان جمالاً، وتتورد وجنتيهما إحمراراً في مواجهة نِزالات الصقيع البكيني.

أما اللقاء الثالث الذي تعرّفت خلاله على إخوة لنا على ضفتي مجرى النيل العظيم، فكان مع المجموعة المصرية التي وصلت متأخرة، والتي كانت قد فازت بمسابقة العلاقات الدبلوماسية الخامسة والخمسين بين مصر والصين، وعدد أفرادها خمسة جلهم من كبار الشخصيات في الحِراك المهني والثقافي والإعلامي في أرض الكنانة وهم السيدات والسادة: كريمة رفعت – من جريدة "الوفد"؛ الدكتورة سمر السيد حسين من معهد البساتين؛ إيهاب شعراوي صحفي في "إيجيبشين غازيت"؛ المهندس أحمد خليل عليوه في "الوفد" الالكتروني؛ والناشط الإجتماعي وأحد مدراء شركة مصر للغزل والنسيج عبدالقادر حسن عبد القادر- عضو قيادي في رابطة فرسان العصر الدولية. وترافق الجميع إبتداءً من الخميس الماضي، في جولات في شانغهاي الصناعية، للإطلاع على تطورها المذهل الذي فاق تطور الدول الصناعية الغربية، وقفز من فوق مفاهيم الفكر الإقتصادي العالمي في النمو والازدهار.


1 2 3 4
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي