CRI Online

يوميات مروان سوداح

cri       (GMT+08:00) 2011-12-30 16:03:02

مِن كهفٍ الى دربِ التبانةِ!

هو كهف صيني إحتضن للمرة الأولى في التاريخ الإذاعة الصينية الأولى وكوادرها قبل سبعين سنة بالتمام والكمال!!!. ففي الثالث من ديسمبر1941بثت إذاعة (شينخوا– يان آن) من مقرها بأحد الكهوف ببلدة (يان آن) شمال غربي الصين، أول إشارة رمزية باللغة اليابانية، وقد شكّل ذلك فتحاً تقنياً وإعلامياً غير مسبوق في تاريخ الأمة الصينية المجيدة، وصفحة تاريخية لإنطلاقة إذاعة الصين الشعبية، الموجهة الى العالم. ويُعتبر هذا اليوم بحق يوم ميلاد إذاعة الصين الدولية، وقد استذكرت الإذاعة هذا الكهف العتيق، في الثامن من نوفمبر الراحل، فأقامت فيه ومن حوله مراسم مهيبة، إحياء لهذه الذكرى الإعلامية و.. السياسية أيضاً.

أنذاك، في سنوات المحن العظيمة، سمع الكون أصواتاً صينية كانت الأولى في الأثير العابر للحدود القومية والدولية، والمتمرد على المعيقات البشرية والمصطنعات الآدمية. فقد كانت الصين أنذاك تعاني من إستعمار مباشر، فتولّدت فكرة النضال بالكلمة المبثوثة أيضاً، ولهذا الهدف الذي كان سامياً وما يزال، أقام الحزب الشيوعي الصيني عصرئذ، (محطة إذاعة يانآن – شينخوا)، في مقر لجنته المركزية، حيث عرّف الراديو المستمعين من خلالها، بالأوضاع الصينية والخارجية، ودعا أبناء المجتمع الصيني وشعوب البسيطة الى شجب العدوان العسكري ومقاومته، وتطور الأمر الى أبعد من ذلك، فقد تفتق ديسمبر1941عن فكرة الهجوم على الأعداء بالمذياع، فأخذت الإذاعة تبث برامجها باللغة اليابانية، قاذفة حممها الكلامية على القوات الدخيلة على الأراضي الصينية، فأصبح صوت الراديو سلاحاً حاداً ينفذ إلى صميم القوات المُدنّسة للأرض الصينية الطهور، مما ترك تأثيراً فاعلاً في الجنود الدخلاء، الذين هربوا من صفوف رؤسائهم، وانضموا الى الجانب الصيني، فأضحوا بالتدريج خبراءً مشهورين لإذاعة الصين، وأسماءً لامعة في تاريخها تُحفظ عن ظهر قلب الى الآن.

أما في الثالث من نوفمبر1957، فتأسس القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، "اذاعة بكين سابقا"، وشهد تقدماً كبيراً من حيث ساعات البث ومضامين البرامج، التي أخذت تتركز على الأخبار مع تبنيها لمزايا متباينة، فكانت الموسيقا الكلاسيكية الى جانب الألحان العربية مُفضّلة للمستمعين المحليين، وكان التمتع بالموسيقا العربية وسيلة أيضاُ لتعلم الضاد، فشكّل ذلك اللبنة الأولى في الصداقة الإذاعية الرابطة بين الصين والعواصم العربية. ومع بدء سنة1965، أصبحت الإذاعة الصينية الموجهة للخارج تبث برامجها بسبعٍ وعشرين لغة أجنبية، بالإضافة الى اللغة الصينية الفصحى، وأربع لهجات عامية لها، وبلغ إجمالي مدة البرامج المُذاعة ثمانياً وتسعين ساعة يومياً، فقفز راديو بكين الى طليعة العالم، وأخيراً ومع انتهاج الصين سياسة الإصلاح والإنفتاح في عام1978، دخلت الإذاعة الصينيةCRI مرحلة تطور جديدة ومتميزة.

تُعتبر إذاعة الصين الدولية حالياً من أهم الإذاعات الدولية في العالم، فهي تبث برامجها بمئتين وثماني ساعات ونصف الساعة يومياً، بثماني وثلاثين لغة أجنبية، وأربع لهجات صينية، واللغة الصينية الفصحى. وتغطي برامج CRI كل الكرة الأرضية، ويستمع إليها رواد لفضاء السابحون في درب التبانة اللانهائي، وتشمل برامجها على الأخبار والتحليلات حول قضايا الساعة، وتقارير حول السياسة والإقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا. ومن أجل الإحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس إذاعة الصين الدولية، ودعم تطور منظمات المستمعين، ومستخدمي الإنترنت وراء البحار، نظّمت الإذاعة نشاطاً فريداً تحت شعار "الإحتفال المشترك بالذكرى الـ70 – اختيار أفضل عشرة أندية ومنتديات للمستمعين"، في الفترة ما بين الأول من يونيو والأول من ديسمبر، ونشر هذا النشاط عبر البث اللاسلكي وشبكة الإنترنت بـ61 لغة، بأسلوب الصور والكلمات والبث السمعي والمرئي.

وتتعاون الإذاعة مع شبكة من نوادي المستمعين الدولية يبلغ عددها(3165) نادياً، وهي تنتشر في القارات الخمس، وقد لعبت هذه النوادي التي ترعاها الصين معنوياً، ومنها نادٍ أردني يترأسه الزميل زياد العقيل، دوراً محورياً في نشر حقيقة الثقافة الصينية، وعلاقات ناس الدنيا مع الصين، وعملت باجتهاد على تعميم صوت الإذاعة، ودفع علاقات التعارف والصداقة الندية بين الشعوب والصين.


1 2 3 4
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي