قامت مجموعة الترويك نيابة عن الإتحاد الأوروبي مساء أمس الأربعاء ( 21 سبتمبر ) بتعديلات على مشروع قرار كانت قد طرحته بشأن الملف النووي الإيراني ، حيث قررت عدم مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم تقرير الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. وهكذا تغير مسار الملف النووي الإيراني من حالة الاترباك الشديد إلى حالة التوازن إلى حد ما .
لقد وزع الإتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي مشروع القرار على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية،وهذا القرار يطالب الوكالة بتقديم الملف النووى الإيراني إلي مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. ثم عبرت الولايات المتحدة واليابان و أستراليا و كندا عن تأييدها أثناء اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذى عقد يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن روسيا والصين ودول عدم الانحياز عارضت هذا القرار.
وترى روسيا أن إحالة الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن الدولي لن تكون فى صالح التوصل إلى حل للقضية عبر الوسائل الدبلوماسية. فبرغم أنه ما زالت هناك بعض الشكوك التى تحوم حول الملف النووي الإيراني والتى تحتاج إلى زيادة التحقيقات و التأكيدات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن جميع المشاكل يمكن أن تحل فى نهاية المطاف طالما أن الجانب الإيراني يتعاون بشكل كامل وفعال وشفاف . كما أعبر الجانب الروسي عن رغبة فى بذل الجهود المشتركة مع الدول المعنية لصياغة مشروع قرار يقدم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحفظ التوازنات فى هذه القضية ، للوصول إلى حل للملف النووي الإيراني فى ظل تقديم الضمانات الكفيلة بالاستخدام السلمي الإيراني للطاقة النووية.
وقال ووهايلونغ المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة فى فيينا أمس الخميس أثناء اجتماع مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن القضية النووية الإيرانية الآن فى موقف حرج وحاسم ، ويجب على كافة الأطراف أن تنظر إلى من المصالح الأساسية الطويلة الأمدى بنظرات بعيدة . وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى أيضا أن حل القضية النووية الإيرانية داخل إطارها بالوسائل الدبلوماسية ليس في فى صالح سلام و استقرار المنطقة فحسب، بل أنه فى صالح صيانة آلية عدم الانتشار النووي ، ويتفق مع المصالح الأساسية للجوانب المختلفة أيضا. لذلك فأن المهمة الملحة فى الوقت الحالي هى استئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن للتوصل إلي أفضل نقطة متوازنة تتفق مصالح الجميع . وبالإضافة إلي ذلك فإن دول عدم الانحياز الأربعة عشر من أعضاء مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت أيضا أنها ستواصل تأييد حل القضية النووية الإيرانية داخل إطارالوكالة الدولية وعن طريق المفاوضات، وأنها لا توافق على إحالة القضية لمجلس الأمن الدولي.
وفى ظل معارضة دول كثيرة أضطر الإتحاد الأوروبي إلي إدخال تعديلات كبيرة على مشروع قراره السابق من أجل ضمان إجازته بشكل متفق عليه عبر المشاورات . وقد عبر الجانب الإيراني عن ترحيبه بمشروع القرار المعدل على أساس أن تصاعد حدة النزاع ليسفى صالح أى من الجانبين .وأكد المفاوض الإيراني جواد وعيدي إن الموقف الإيراني الحازم بشأن الملف والمعارضة العامة من داخل مجلس الوكالة وعدم شرعية و قانونية إحالة الملف لمجلس الأمن هى أسباب غيرت موقف الإتحاد الأوروبي .
