اتخذت إيران خلال الأيام الأخيرة بعض الإجراءات الفعالة ردا على القرار الذى أجازته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن القضية النووية الإيرانية. فمثلا أن إيران قد ألغت الاتفاق الذى توصلت إليه مع الهند فى يونيو الماضى حول تصدير خمسة ملايين طن من الغاز المسال سنويا ابتداءا من عام 2009 ، وذلك بسبب أن الهند صوتت لصالح القرار. وفى الوقت نفسه أجاز البرلمان الإيراني أيضا أمس الأربعاء قرارا يوافق على بدء المراجعة الفورية لمشروع قرار يحث الحكومة على إيقاف تنفيذ البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وأمام هذه التصرفات الإيرانية يعانى الإتحاد الأوروبي من موقف حرج .

ففى يوم السبت الماضي ( 24 سبتمبر ) أجاز مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموافقة اثنين وعشرين صوتا وامتناع إثني عشر صوتا عن التصويت ومعارضة صوت واحد قرارا تقدم به الإتحاد الأوروبي حول القضية النووية الإيرانية، و يرى القرار أن إيران انتهكت مرات عديدة الواجبات المنصوص عليها فى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، واضعا الملف النووي الإيراني على أبواب مجلس الأمن الدولي.

وأكد حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يوم الثلاثاء

الماضي ( 27 سبتمبر ) أن إيران تشعر بالصدمة إزاء موافقة الهند على قرار الإتحاد الأوروبي، وقال إن إيران ستعيد النظر فى التعاون الاقتصادي مع الهند والدول الأخرى التى صوتت لصالح القرار. وأضاف قائلا إنه إذا تم تنفيذ هذا القرار فستستأنف إيران برنامج تخصيب اليورانيوم، ولن تلتزم بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي ، كما ستمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش منشآتها النووية. و يرى الرأى العام فى أوروبا أن إيران تعنى ما تقول ، وتصر على موقفها الحازم بهذا الشأن.

وكانت الهند من إحدى الدول الداعية إلى تأسيس حركة عدم الانحياز، ولها قدرة تأثير كبيرة، لذلك تهتم إيران بالدور التى تلعبه الهند فى الشؤون الدولية، لذلك قام المفاوض الإيراني جواد وعيدي بزيارة للهند بعد تولى منصبه فورا، آملا فى تقديم الهند مساهمات لحل القضية النووية الإيرانية ، لكن أن الهند اتخذت موقفا معاكسا لموقف الدول الأخرى من حركة عدم الانحياز. الأمر الذى قد أثار سخطا من قبل إيران، و دفعها إلى استخدام سلاح الطاقة ضد الهند. ?

وأوضح المحللون أن تغيرات طرأت على سياسة إيران بشأن الملف النووي الإيراني بعد تولى محمود أحمدى نجاد منصب الرئاسة الإيرانية، وأصبحت الاستراتيجية الإيرانية الحالية هى بذل كل الجهود من أجل الدفاع عن حقوقها فى تنفيذ البرنامج النووي الذاتي. وقد رفضت سلسلة الاقتراحات التى تقدم بها الإتحاد

الأوروبي فى بداية أغسطس الماضي، ثم استأنفت برنامج تخصيب اليورانيوم رغم معارضة الإتحاد الأوروبي.

وبالمقارنة مع الموقف الإيراني فإن موقف الإتحاد الأوروبي كان سلبيا نسبيا، حيث قدم الإتحاد الأوروبي فى بداية أغسطس الماضي مجموعة من الإقتراحات آملا أن تتخلى إيران عن برنامج تخصيب اليورانيوم و السماح لها باستخدام إيران منشآت نووية مدنية فى توليد الكهرباء وتعزيز التعاون مع إيران فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والفنية ،غير أن إيران لم توافق على هذه الاقتراحات، ولم يجد الإتحاد الأوروبي حتى اليوم الوسيلة المناسبة لحل هذه القضية أمام الموقف الإيراني الحازم .