فجرت تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد الأخيرة الداعية إلى نحو إسرائيل من الوجود زوبعة فى المجتمع الدولي. انتهزت الولايات المتحدة هذه الفرصة لشن هجوم على إيران، علي أساس أن هذه التصريحات صعدت قلق، أما مسؤولو بعض الدول الأوروبية والرأى العام الأوروبي فيقومون بربط هذه التصريحات بالملف النووى الإيراني محاولة لتشويه سمعة إيران ولممارسة المزيد من الضغوط على إيران للحصول على مكاسب لم يحصلوا عليها أثناء الجلوس علي مائدة المفاوضات.

وقد علق سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي قائلا إن الولايات المتحدة تتعامل مع تصريحات نجاد هذه بجدية شديدة، وهذا يؤكد مرة أخرى ما كنا قد علقنا به من قبل على السلطات الإيرانية ، كما زاد من قلقنا به حول أهداف البرنامج النووي الإيراني.أما الإتحاد الأوروبي وقادة الدول الـ25 الأعضاء فقد ذكروا فى بيان مشترك بأن هذه التصريحات ستزيد قلق المجتمع الدولي حول دور إيران فى منطقة الشرق الأوسط و نواياها المستقبلية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن تصريحات نجاد لا يمكنها إلا تنبه المجتمع الدولي أن يولي

اهتماما أكبر بأطماع إيران فى محاولة امتلاك السلاح النووي، أما وزير الخارجية الفرنسي فيليبي دوستي بلازى فيؤكد أنه يجب علينا أن نقوم بالربط بين تصريحات الرئيس الإيراني هذه و الموقف الإيراني المتصلب فى القضية النووية ، لكى نقرر أعمالنا فيما بعد.

وعن محاولات الدول الغربية والولايات المتحدة جنى المنافع من خلال الملف النووي الإيراني و مستغلة ورابطة بين ذلك وتصريحات الرئيس الإيراني نجاد،فقد أشار على لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين لمفاوضات الملف النووي صراحة إلى أن بعض الدول الغربية و الرأى العام الغربي قامت وسعوا من تصريحات الرئيس الإيراني، ويحاول البعض فى الغرب السيطرة على الرأى العام، واستغلال هذه الفرصة لإقناع المواطنين بأن إيران تحاول فعلا امتلاك السلاح النووي، وأضاف قائلا إن البعض يمسك بهذه الفرصة للربط بين هذه المسألة والملف النووي الإيراني.

ويرى المحللون أنه بسبب جمود موقف الملف النووى الإيراني حاليا فإن ردود الفعل الشديدة التى أبدتها الدول الغربية إزاء تصريحات الرئيس الإيراني لم تكن مصادفة. وفخلال هذا العام ظلت إيران تصارع الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة بشأن القضية النووية. ورغم أن إيران صمدت وكافحت فى هذا النزال خطوة بعد خطوة حول القضية النووية إلا أنها و فى الوقت الحاسم قدمت بعض التنازلات حتى لا

تتوقف المفاوضات . وكان من الواضح أن الموقف الإيراني بشأن القضية النووية قد يقوى يوما بعد يوم بعد تولى الرئيس الإيراني الجديد أحمدى نجاد رئاسة الحكومة الإيرانية. خاصة أن إيران أعلنت أنها ستستأنف تخصيص اليورانيوم فى مدية أصفهان وسط إيران، وهكذا وقع الملف النووي الإيراني فى موقع حرج جدا. وأجازت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحريض الإتحاد الأوروبي قرارا بتحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

فى ظل هذه الظروف استغلت الدول الغربية تصريحات الرئيس الإيراني أحمدى نجاد لتشويه سمعة إيران وبث الفرقة بينها و بين دول عدم الانحياز، والهدف بالطبع عزلها حينما تجمع الوكالة الدولة للطاقة الذرية فى أواخر الشهر المقبل.