أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون رسميا أمس الاثنين (21 نوفمبر) استقالته من كتلة الليكود وتشكيل حزب جديد تحت اسم حزب المسؤولية الوطنية. ووافق الكنيست الإسرائيلي في اليوم نفسه على مشروع قرار خاص بحله وتقديم موعد إجراء الانتخابات العامة إلى ال28 من مارس المقبل. وعلق المحللون قائلين إن كل ذلك يدل على أن الأوساط السياسية الإسرائيلية تشهد حاليا تغيرا كبيرا.
هذا وقد وقع شارون ومعارضوه داخل كتلة الليكود في حالة انفصال ومواجهة شديدة بعد تنفيذ إسرائيل الخطة الأحادية الجانب الرامية إلى انسحابها من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وكانت وسائل الإعلام قد رددت بين حين وآخر أخبارا حول نية شارون ترك كتلة الليكود. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا رئيس حزب العمل الجديد عمير بيريتس إلى انسحاب حزبه من الحكومة الائتلافية. وبذلك، أصبحت التوقعات بسقوط الحكومة وتقديم موعد الانتخابات العامة أمرا غير مشكوك فيه، واجه شارون هكذا خيارا سياسيا يتمثل في مواصلة قيادة كتلة الليكود أم تشكيل حزب جديد لخوض الانتخابات التي اصبحت قريبا. وأخيرا، قرر شارون الانسحاب من كتلة الليكود تحديا للمخاطر.
أعلن شارون قراره هذا في مؤتمر صحفي عقده أمس معللا السبب الرئيسي في ذلك بأنه لا ينوي إضاعة الوقت في النزاعات السياسية التافهة وتفوته الفرصة التاريخية التي أتى بها الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ينوى تشكيل حزب المسؤولية الوطنية وهو حزب حر، وسيحيى هذا الحزب أملا جديدا للإسرائيليين في تحقيق السلام، مضيفا أنه سيواصل الالتزام بخطة خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط والعمل على التوصل إلى اتفاقية للسلام مع الفلسطينيين عبر المفاوضات. بينما نفى أنه سيواصل تنفيذ الانسحاب الأحادي الجانب إذا فاز في الانتخابات المستقبلية.
وقد أشرف شارون أمس على أول اجتماع لحزب المسؤولية الوطنية الذي يضم 14 عضوا من كتلة الليكود بمن فيهم نائب رئيس الوزراء إيهود أولميرت. وقال مساعد لشارون إن الحزب الجديد ا سيكون حزبا حياديا حتما من حيث استراتيجيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن المنتظر أن يصبح أكبر حزب في دورة الكنيست الجديدة عبر الانتخابات القريبة.
وأظهرت غحدى نتائج استطلاع الرأي مؤخرا أن 32% من الإسرائيليين سيؤيدون خلال الانتخابات الحزب الجديد الذي أسسه شارون. بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى، فإن حزب المسؤولية الوطنية الجديد يتميز بشيئين. أولا، فكرته الدبلوماسية السياسية المتمثلة في الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك يتمشى مع دعوة معظم الإسرائيليين. ثانيا، جاذبية شارون السياسية وقدرته القيادية. وأظهرت نتيجة استطلاع الرأي أيضا أن شارون يعتبر أمثل شخص يضع له الناخبون الاسرائيليون كل اعتبار.
لكن شارون يواجه في حالة تأسيس حزبه الجديد بشكل عاجل تحديات عديدة إذا أراد الفوز في الانتخابات المستقبلية ، هل آلية تنافسه في الانتخابات ستعمل بشكل فعال أم لا، هذا ما زال شيئا غير مؤكد، وما زالت مجموعته ضعيفة في الوقت الحالي، وستواجه بصفتها حزبا حياديا ضغوطا من المجموعتين اليسارية واليمينية.
يرى المحللون أنه تزامنا مع تأسيس حزب المسؤولية الوطنية، فإن قوة كتلة الليكود اليمينية ستضعف، بينما سيخرج حزب العمل اليساري من وضعه المنكمش خلال السنوات الماضية بفضل دعوة رئيسه الجديد بيريتس إلى الإصلاح ، الواضح اذ أن الأوساط السياسية الإسرائيلية ستشهد تغيرا كبيرا.
