يعقد اليوم الخميس ( 24 نوفمبر) فى فيينا اجتماع مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى يومين لمناقشة الملف النووي الإيراني بصورة رئيسية، لقد بدأت الجولة الأخرى من الحرب الدبلوماسي بين أوروبا والولايات المتحدة من جانب وإيران من جانب آخر بشأن هذه القضية.

ووفقا لتريبات الأمم المتحدة سيسلم محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا جديدا حول آخر تطورات القضية النووية الإيرانية إلى ممثلي الدول الـ35 الأعضاء بالمجلس، كما سيواصل الممثلون المشاركون فى الاجتماع مناقشات حول كيفية حل القضية النووية الإيرانية. إلا أنه مسبقا فإن المجتمع الدولي يرى بصورة عامة أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي سيدفعان هذا الاجتماع إلى الموافقة على قرار بتحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أن وسائل الإعلام فى فيينا قالت نقلا عن قول مصادر دبلوماسية من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي قد ألغيان من اعتبارهما فكرة دفع الاجتماع إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، بل إن المحاولات تجرى الآن لدفع الاجتماع لإصدار بيان حول آخر النتائج التى اكتشفتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك من أجل التنديد بما قد تمتلكه إيران من رسومات تكنولوجية للقنبلة الذرية و سائر النشاطات النووية الإيرانية.

يرى المحللون أن النية الجديدة للولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي تهدف إلى توفير وقت أكبر لروسيا لإقناع إيران بقبول فكرة تنازلها و نقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى روسيا. وإذا استطاعت روسيا إقناع إيران بقبول هذا المشروع، فإن إيران ستفقد شروط صنع الوقود النووي لإنتاج الأسلحة النووية، الأمر الذى سيخفف من قلق الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بشأن الخطة النووية الإيرانية. أما إذا فشلت الجهود الروسية فإن أصوات المعارضة المتمثلة فى روسيا وبعض أعضاء مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إحالة الملف النووي الإيراي إلى مجلس الأمن الدولي ستضعف بالتأكيد.

والحكومة الإيرانية عبرت أمس الأربعاء ( 23 نوفبمر) عن معارضتها القاطعة لما تتخذه الولايات المتحد والإتحاد الأوروبي من التكتيك المتمثل فى الرجوع إلى الوراء من أجل التقدم إلى الأمام. كما أقر البرلمان الإيراني يوم الأحد (20 نوفمبر) مشروع قانون يلزم الحكومة الإيرانية باستئناف تخصيب اليورانيوم وعدم السماع للمفتشين الدوليين بعمليات التفتيش المفاجئة للمواقع النووية الإيرانية إذا أحيل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.

وأكد منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني أمس الأربعاء مجددا أن إيران متمسكة بالقيام بعمليات تخصيب اليورانيوم على أراضيها، إلا أنه قال إن إيران تأمل فى إجراء الجولة الجديدة من المحادثات بشأن القضية النووية مع الإتحاد الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة. كما كشف أنه قد أجرى مناقشات مع جاك سترو وزير الخارجية البريطاني حول النقاط الرئيسية للمحادثات التى ستبدأ عقب انتهاء اجتماع مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

و من البديهي أن كلا من الإتحاد الأوروبي وإيران قاما بتحركات دبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني قبل اجتماع مجلس محافظى الوكالة، أما هذا الاجتماع فسيصبح مسرحا لمختلف الأطراف بشأن الملف النووي الإيراني.