قال نائب الرئيس الإيراني ورئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا أقازاده أمس الأحد (26 فبراير) بعد محادثاته مع رئيس وكالة الطاقة الذرية الفيدرالية الروسية سيرجي كيريينكو في مدينة بوشهر الإيرانية، قال إن الجانبين قد توصلا إلى اتفاقية مبدئية حول الاقتراح الروسي بتأسيس مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا. وأشار المحللون إلى أن هذا التقدم هو بشارة أمل لحل القضية النووية الإيرانية سلميا.
هذا وقد أعلن كيريينكو وأقازاده في مؤتمر صحفي عقد في اليوم نفسه أن الجانبين سيواصلان المحادثات في موسكو خلال الأيام المقبلة. وعبر كيريينكو عن ثقته في أن يتم التوصل إلى ننائج ترضي مختلف الأطراف خلال الجولة القادمة من المفاوضات وقبل اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المزمع عقده في ال6 من مارس المقبل.
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس في موسكو عن ثقته في حل هذه القضية عبر وسائل سلمية.
هذا وكانت روسيا قد طرحت في ديسمبر الماضي اقتراحا يتلخص في إقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم داخل روسيا، وقبلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الاقتراح، غير أن الجانب الإيراني رأى أن هذا الاقتراح ليس كاملا فلا يجوز تجريد إيران من حقها الشرعي في القيام بأعمال تخصيب اليورانيوم داخل البلاد، لذلك، تم رفض هذا الاقتراح. وخلال ال20 وال21 من الشهر الجاري، أجرت روسيا وإيران في موسكو الجولة الأولى من المفاوضات حول هذه القضية. وذكر مسؤول إيراني بعد ذلك أنه من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاقية بإنشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا. وأجرى وفد روسي برئاسة كيريينكو في ال24 من الشهر الجاري في إيران الجولة الثانية من المفاوضات مع الجانب الإيراني، وتوصل الجانبان أخيرا إلى اتفاق مبدئي بشأن إقامة مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم.
لاحظ المحللون أن الجانب الإيراني عبر أمس عن قبوله لاقتراح روسيا الخاص بتأسيس مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم فقط، ولم يرد بوضوح على مسألة تخليه عن برنامج بحثوه النووية المستقلة وهي القضية التي تؤرق المجتمع الدولي. لذلك، فإن حل القضية النووية الإيرانية بشكل نهائي وشامل لا يدعو للتفاول الكامل.
وقال كيرييكو خلال مقابلة أجرتها معه وسائل الإعلام الروسية أمس إن حل هذه القضية يعتمد على شيئين، أولهما احترام حقوق أية دولة في استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية ثانيهما لا يجوز التملص أو الجنوح عن لوائح عدم الانتشار النووي في أي مكان في العالم. وانطلاقا من هذا الموقف الروسي الذي أوضحه كيريينكو، فإن تأسيس مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم حافظ على حق إيران في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أنه لم يزل قلق المجتمع الدولي حول بحوث إيران المستقلة للطاقة النووية. لذا، فإنه يجب على إيران توضيح موقفها بالتخلي عن بحوثها المستقلة للطاقة النووية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية أمس أن الجانب الروسي سيقدم مشروعا شاملا لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات الروسية الإيرانية المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل في موسكو، حيث سيطالب إيران بوقف جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم والبحوث في الطاقة النووية في الوقت الذي يتم فيه التوقيع مع الجانب الروسي على اتفاقية تأسيس مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعقد اجتماعا في ال6 من مارس المقبل لمناقشة القضية النووية الإيرانية. ويرى المحللون أن إمكانية حل هذه القضية في إطار الوكالة وبوسائل سلمية ستتقرر اعتمادا على إقناع روسيا إيران بالتخلي عن أعمالها المستقلة لتخصيب اليورانيوم.
