قرر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس الخميس (24 نوفمبر) بعد مشاورات استمرت يوما قرر عدم إحالة القضية النووية الإيرانية الى مجلس الأمن الدولي مؤقتا. ويرى الرأي العام أن ذلك أضاف آمالا جديدة لحل هذه القضية عبر المفاوضات.
وقد بدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس في فيينا اجتماعه الذي سيستمر يومين وكانت القضية النووية الإيرانية أحد المواضيع الرئيسية للاجتماع. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي في مراسم الافتتاح إنه لا بد أن تتخذ إيران الإجراءات لتعزيز الشفافية أمام الوكالة، مؤكدا ان تعزيز الحوار بين الأطراف المعنية هو أفضل وسيلة لإزالة الخلافات خلال عمليات تفتيش الوكالة عن البرنامج النووي الإيراني.
وفي وقت سابق أمس، قال للصحفيين المندوب البريطاني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيتر جنكينز الذي يمثل الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي يأمل في مواصلة الحوار لحل النزاعات حول القضية النووية الإيرانية وإنه قد قبل مطالب بعض الدول الأعضاء بمجلس محافظي الوكالة لتوفير وقت أكبر لحل هذه القضية من خلال المفاوضات. وفي الوقت نفسه، كشف المندوب الإيراني لدى الوكالة أن الحكومة الإيرانية تفكر الآن في خطة التنازلات التي طرحتها روسيا لحل النزاع النووي بين إيران والاتحاد الاوروبي، إلا أنه أكد أن الحكومة الايرانية لم تحصل حتى الآن على مضامين الخطة الروسية بل على بعض الأفكار الروسية فقط. كما أكد المندوب الإيراني أن ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لكسر حالة الجمود الحالية.
وكانت بعض وسائل الاعلام قد نقلت قبل ذلك عن دبلوماسي بفيينا قوله إن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لم تدفعا إحالة القضية النووية الإيرانية الى مجلس الامن الدولي لتوفير وقت أكثر لروسيا لإقناع إيران بقبول نقل أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الى روسيا. وإن الأتحاد الاوروبي مستعد لاستئناف المفاوضات مع ايران حول خطة النتازلات التي طرحتها روسيا بعد الاجتماع.
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اضطرا الى قبول الخطة الروسية ومالا الى حل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات في ظل عدم وجود أمل حاليا لإحالة هذه القضية الى مجلس الامن الدولي. وجاء في نبأ آخر أن المفاوضات بين الاتحاد الاوروبي وإيران ستبدأ بعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا ويناقش الجانبان الآن موعد ومكان اجراء المفاوضات.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تصريحات المندوب البريطاني بيتر جنكينز لا تعنى أن إيران غير قلقة من إحالة قضيتها النووية الى مجلس الأمن الدولي في فترة مقبلة لأن جنكينز حذر الحكومة الإيرانية في الوقت نفسه قائلا إنه لم يتبق وقت كثير لتعاون الحكومة الإيرانية معبرا عن استعداد بريطانيا للمفاوضات وأكد أن بريطانيا تحتفظ بحقها في الدعوة الى اجتماع خاص لمجلس محافظي الوكالة. كما حذر المندوب الأمريكي لدى الوكالة غريغوري سكولت قائلا إنه اذا واصلت إيران مخالفة مطلبات الوكالة وعدم التعاون معها، فإن القضية ستحال الى مجلس الأمن الدولي.
