بدأ اجتماع محافظى مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الإثنين ( 19 سبتمبر ) فى مدينة فيينا .و نتيجة لعدم الوتصل إلى أى اتفاق بين إيران والإتحاد الأوروبي بشأن القضية النووية الإيرانية توقفت فى الواقع المفاوضات بين الجانبين والتى كانت قد استمرت قرابة سنتين . و عادت " الكرة " مرة أخرى إلى مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، و فعقدت القضية النووية الإيرانية أكثر من ذى قبل ، وأصبحت دقات طبولها تسمع فى كل أنحاء العالم .
اجتماع محافظى مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيستمر خمسة أيام ، ووفقا لجدول الأعمال فإن القضية النووية الإيرانية ستطرح للتناقش غدا الثلاثاء ( 21 سبتمبر) بصورة رسمية ، غير أن الإتحاد الأوروبي أعد نسخة وبأفكار أولية بشأن قرار تجاه إيران ، ووزع هذه الوثيقة على أعضاء المجلس ، حيث تقول وتدعى الوثيقة بأن إيران غيرمتلتزمة بمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي ، وتدعو الوثيقة إلى تقديم القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي.ردا على ذلك قال محمد الممثل الإيراني فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوسائل الإعلامية أن هذا التصرف من الإتحاد الأوروبي سوف يحول المشكلة الفنية السهلة الحل إلى قضية سياسية خطيرة ، كما أكد أن الحكومة الإيرانية لا تريد مجابهة مع الإتحاد الأوروبي .
وأشارت وسائل الإعلام الأوروبية إلى أن موقف الإتحاد الأوروبي يترجم أنه قد فقده لصبره أمام الموقف الإيراني المتصلب فى الآونة الأخيرة . و رأت أن تقديمإصرار الإتحاد الأوروبي على رفع القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي والفرض عقوبة على إيران ليس شئا مستحسنا ، وقد يؤدى ذلك إلى فقدان السيطرة على الأوضاع بما لا يرغبه أحد .
وذكر محمد البرادعى الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل انعقاد اجتماع المجلس أمس الإثنين أنه يعارض استخدام أسلوب فرض العقوبات و غيرها من الوسائل ، كما أكد أن النتائج الإيجابية التى حققتها المحادثات السداسية حول القضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية مؤخرا أوضحت أن المفاوضات هى أفضل الوسائل لحل الخلافات .
إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هى الوحيدة التى يحق لها أن تقدم القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي . و فى مفوضيتها كثير من الدول النامية ، فكتلة الدول النامية تحتل ثلث أعضاء المجلس مفوضية و هى تعارض فكرة الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي بتقديم القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي . وترى أنه من حق إيران استخدام الطاقة الذرية السلمية باعتبارها دولة ذات سيادة موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي .
وبالإضافة إلى ذلك فإن روسيا و الصين والهند وغيرها من الدول ذات التأثيرات الهامة من بين أعضاء مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مؤخرا أنها تؤيد باستمرار حل القضية النووية الإيرانية داخل إطار الوكالة وعن طريق المفاوضات ، و أنها لا توافق تقديم القضية إلى مجلس الأمن الدولي . وسبق لـوانغ قوانغ يا لمندوب الدائم الصينى لدى الأمم المتحدة أن أكد أن مجلس الأمن الدولي ليس المكان المناسب لحل القضية النووية الإيرانية .
