طرح الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد أثناء مناقشات الجمعية العامة فى دورتها الستين التى بدأت يوم السبت الماضي (17 سبتمبر ) طرح سلسلة من الاقتراحات لحل القضية النووية الايرانية ، فكانت أكثر نقطة مثيرة الانتباء هى دعوة شركات أجنبية للمشاركة في برنامج تخصيب اليورانيوم ، و ذلك من أجل توفير أكبر الضمانات لشفافية البرنامج النووي الإيراني. و قال محمودى أحمد نجاد أمس الأحد ( 18 سبتمبرا ) بعد عودته إلى طهران إن اقتراحاته المتتالية زادت الآمال فى التوصل إلى حل القضية النووية الإيرانية . غير أن الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي عبرتا عن خيبة أملهما فى الاقتراحات الايرانية الجديدة، وكما نعلم من قبل فإن بريطانيا و فرنسا وألمانيا كانت قد قررت نيابة عن الإتحاد الأوروبي تقديم القضية النووية الايرانية إلى مجلس الأمن الدولي .

أشار نجاد فى اقتراحاته إلى أن إيران مستعدة لإقامة علاقات شراكة جدية مع هيئات خاصة و عامة تابعة للدول الأخرى ِأثناء تنفيذ برنامج تخصيب اليورانيوم ، كما اقترح أن تشارك جنوب إفريقيا فى مفاوضات القضية النووية الايرانية . وبالإضافة إلى ذلك اقترح على الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكيل لجنة خاصة لتضع آلية واستراتيجية قابلة للتنفيذ لقضية نزع السلاح النووي فى العالم كله، كما طرح

اقتراحات ملموسة لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط . حيث تزداد قناعته بأن هذه اللجنة لم قادرة فقط على إزالة الأسلحة النووية، بل أنها تستطيع أن تلغى كل الحسابات ِأسلوب " المقياس المزدوج " أو الكيل بمكيالين الذى يمارسه الغرب فى مجال الاستخدام السلمي النووي .

اقتراحات نجاد الجديدة كانت قد طرحت عشية انعقاد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفى ظل الضغوط والتهديدات المتكررة من قبل الإتحاد الأوروبي . وهذه الاقتراحات هى نتيجة حتمية لتغيير الأفكار حول حل القضية النووية بعد تولي نجاد رئاسة الحكومة الإيرانية الجديدة ، والواضح أن محور هذه الأفكار الجديدة هو الدفاع عن حق إيران فى تنفيذ البرنامج النووي المستقل بقدر المستطاع .

ولاحظ المراقبون أن الموقف الإيراني حول القضية النووية قد أصبح قويا، ولأن ذلك مستمد من أسس اجتماعية قوية داخل إيران ، فقد أظهر الإيرانيون حسا وطنيا عاليا بخصوص هذا الشأن ، حيث عبر المواطنون جميعا عن رفضهم أن تتخلى بلدهم عن البرنامج النووي .

و بعد تولى نجاد منصب الرئاسة الإيرانية أكدت ايران مرارا وتكرارا أن أعمال تخصيب اليورانيوم الهادفة إلى الاستخدام السلمي لا تخالف :<< معاهدة عدم انتشار السلاح النووي >> ، ويحق لإيران أن تطور الأساليب النووية المدنية، في

نفس الوقت قامت بسلسلة من الدعوات و محاولات الإقناع على الصعيد الدولي.

وتوازيا مع ذلك أكدت إيران أنها لا تخشى من رفع قضيتها النووية إلى مجلس الأمن الدولي، كما أنها لن ترتعد أو ترتعب من من أى ضربات عسكرية قد تشنها الولايات المتحدة .

وذكرت وكالات الأنباء الغربية أن ممثلى ترويكا الإتحاد الأوروبي قد بدأت أمس الأحد فى وضع مشروع قرار حول تقديم القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي . و الواضح هكذا أن القضية ستدخل مرة أخرى فى مناقشات وجدل ساخن.