بدأت اجتماعات مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الإثنين ( 6 مارس ) فى فيينا العاصمة النمساوية.ومن المقرر أن تجيز هذه الاجتماعات قرارا بشأن القضية النووية الإيرانية، ليحال هذا القرارالمتوقع و القرار الذى أجازه مجلس الحكام بشأن القضية النووية الإيرانية فى 4 من فبراير الماضي وكذلك التقارير والقرارات المتعلقة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي. لذلك أثارت هذه الاجتماعات اهتماما واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي.

الجدير بالذكر أن التقرير الذى وزعه مدير عام وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي على أعضاء المجلس فى 27 من فبراير الماضي يعتبر أساسا لمناقشات الاجتماعات هذه بشأن القضية النووية الإيرانية. وعلم أن هذا التقرير قد أكد على التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جانب، و من جانب آخر أكد أيضا على أن هناك مشاكل عالقة كثيرة تحتاج إلى الحل.

ويرى الجميع أن هذا التقرير هو تقرير متوازن، يعكس الموقف الأساسي الحالي الذى تتمسك به الوكالة الدولة للطاقة الذرية بشأن القضية النووية الإيرانية. و قد أكد محمد البرادعى أمس الإثنين قبل بدء الاجتماعات أن المجابهة لا فائدة منها لأى طرف. والحل الوحيد للقضية النووية الإيرانية هو التوصل إلى اتفاق شامل يتناول القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية. ودعا البرادعي الأطراف المعنية إلى بذل الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف. وفى الوقت نفسه أعرب عن "أمله الكبير" في التوصل إلى اتفاق بالتفاوض بين الأوروبيين والإيرانيين "خلال الأسبوع المقبل.

وحسب جدول الأعمال فإن الاجتماعات ستبدأ مناقشة الملف النووى الإيراني اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، إلا أن مختلف الأطراف قد أوضحت مواقفها قبل بدء المناقشات. فقد أكد جون بولتون المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة يوم الأحد الماضي أنه من الضرورى أن تحال القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي فى الوقت الحالي.

أما الموقف الإيراني فكان صلبا أيضا. فقد أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني أنه إذا أحيلت القضية النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي،فإن إيران لن تتراجع عن المضي فى طريق بحوث الطاقة النووية. وإذا دخل مجلس الأمن الدولي فى القضية النووية الإيرانية، فإن إيران سستأنف أعمال تخصيب اليورانيوم على النطاق الصناعي.

بعد الجولة الفاشلة من المفاوضات بين إيران و الاتحاد الأوروبي ظلت روسيا منذ عدة شهور تقنع إيران بنقل أعمال التخصيب إلى داخل الأراضي الروسية.ورغم أن هذه المفاوضات لم تتوصل إلى اتفاق نهائي، إلا أن روسيا ما زالت راغبة فى

مواصلة التفاوض مع إيران، وهى تعارض فرض العقوبات على إيران. أما الصين فما زالت متمسكة بمبدأ حل القضية النووية الإيرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية. حيث أكد وانغ قوان يا المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة أن الصين لن تصوت لصالح أى قرار يفرض عقوبات على إيران.

يرى المراقبون أنه انطلاقا من وجود اختلاف فى الآراء داخل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن هذه الاجتماعات لن تستطيع إجازة قرار قوى يدعو مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إيران.