المفاوضات بين إيران ودول التريكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا التى تنوب عن الإتحاد الأوروبي ستستمر مرة أخرى بشأن الملف النووي الإيراني فى يناير المقبل. وسائل الإعلام الأوروبية ترى أنه مع اقتراب استمرار المفاوضات فإن سماء الملف النووي الإيراني ما زالت مليئة بالغيوم مما يلقى بظلال كثيفة على هذه المفاوضات.
قال مسؤول بالسفارة الروسية لدى طهران أمس الإثنين ( 26 ديسمبر ) إن الجانب الروسي ينتظر الآن جوابا من الجانب الإيراني حول الاقتراح الذى تقدمت به روسيا من قبل بشأن نقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى روسيا، تعليقا على ذلك نفى حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران قد تلقت الاقتراح الروسي المتعلق بنقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى داخل الآراضي الروسية، إلا أن هذا المسؤول الروسي أكد أنه قد تم فعلا تسليم وثيقة الجانب الإيراني، فى هذا الشأن أكد مجددا أن الاقتراح الروسي السابق ما زال ساري المفعول.
رغم أن حميد رضا آصفي ملت قد نفى استلام إيران الاقتراح الروسي إلا أنه قال مهما كان الأمر فإن إيران لا تفكر إلا فى الاقتراح المعقول الذى يتناسب مع مصالحها وحقوقها المشروعة، ألا و هو ضرورة السماح بإجراء عمليات تخصيب اليورانيوم داخل إيران.
قال منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني أمس الإثنين إن إيران ترغب فى مناقشة الملف النووي الإيراني مع أية دولة، إلا أن ذلك لا يعنى أن أعمال بحث وتطوير التكنولوجيا النووية الإيرانية تحتاج إلى موافقة الغير، كما أكد أن إيران لن تقبل سياسة " التفرقة أو الكيل بأكثر من مكيال " فى مجال الطاقة النووية.
أشار المحللون إلى أن الموقف التفاوضي بين الإتحاد الأوروبي وإيران يشهد تغيرا مقارنة بالسابق. ظلت إيران تتمسك بموقفها حول الملف النووي الإيراني وهو المحافظة على مصالحها فى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، كما تؤكد على حقها فى القيام بعمليات تخصيب اليورانيوم داخل البلاد، وأن استمرار التفاوض هدفه مناقشة الإتحاد الأوروبي حول كيفية الحصول على ثقة المجتمع الدولي بشأن القيام بنشاطات تخصيب اليورانيوم داخل البلاد. الجانب الأوروبي رغم أنه يقدم تنازلا تكتيكيا فى هذا الصدد، إلا أنه لن يسمح أبدا لإيران بقيام عمليات تخصيب اليورانيوم داخل الآراضى الإيرانية.
الرؤيا العامة هكذا أن الموقف المتصلب للحكومة الإيراني يأتى نتيجة للتأييد الواسع النطاق من قبل المواطنين الإيرانيين. وبالإضافة إلى ذلك فإننا نعرف أن إيران هى ثاني أكبر دولة منتجة للبترول فى منظمة الأوبك، وفى حالة استمرار أسعار النفط الخام فى الأسواق العالمية فمن الصعب على الدول الغربية فرض عقوبات اقتصادية على إيران.
لذلك أثار الموقف المتصلب الإيراني والموقف الحرج الذى يواجهه الإتحاد الأوروبي قلق الرأى العام الأوروبي، قد أشارت بعض الصحف الأوروبية إلى أنه إذا لم تتوصل إيران والإتحاد الأوروبي إلى تنازلات بشأن الملف النووي الإيراني فى الربيع المقبل، فإن النزاعات بين الجانبين ستتصاعد ليزداد ضرام الينران.
