أفادت وكالات الأنباء الغربية أمس الخميس (20 من الشهر الجاري) أن الحكومة الايرانية ستقدم وثائق هامة تتعلق بخطتها النووية الى الوكالة الدولية للطاقة النووية وتوافق على أن تستفسر الوكالة عن معلومات معنية من مسؤول ايراني كبير يعرف هذه الخطة النووية. وأشار محللون الى أن هذه هي أهم خطوة تخطوها ايران في الأشهر الأخيرة لحل قضيتها النووية.
الاعتقاد الذي ساد لفترة بين الاتحاد الأوربي وبعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة كان يرى أن الخطة النووية الايرانية هي جزء من مخططها لإنتاج الأسلحة النووية. وفي رأيها أن ايران مارست نشاطات نووية سرية لفترة طويلة بدون علم الوكالة الدولية للطاقة النووية، وكان ذلك لا يتفق مع تعهداتها السابقة أمام المجتمع الدولي. الى جانب ذلك وبخصوص حصول ايران على الأجهزة والتقنيات النووية المعنية ومكان وجود هذه الأجهزة وما اذا كانت هذه الأجهزة والتقنيات تُستخدم لبحوث وإنتاج الأسلحة النووية، ترى الدول الغربية أن ايران لم توضح هذه المسائل قط، وبالتالي فإن ذلك أقلق هذه الدول لفترة طويلة وأدى الى صعوبة حل القضية النووية الايرانية.
وفي الرابع والعشرين من الشهر الماضي أصدرت الوكالة الدولية للطاقة النووية من الاتحاد الأوربي قرارا بخصوص القضية النووية الايرانية طلبت فيه أن توقف ايران جميع النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. واذا رفضت ايران هذا الطلب، فإن الوكالة سترفع الأمر الى مجلس الأمن الدولي.
اذن لماذا اتخذت ايران اجراءات لتعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية بعد إجازة هذا القرار بقرابة شهر واحد. أولا يرى محللون أن قرار الوكالة الدولية للطاقة النووية جعل ايران تواجه اختيارا خطيرا، وأصبحت حماية حقوقها الشرعية في حالة عدم إساءة العلاقات مع المجتمع الدولي نقطة هامة لايران في المسألة النووية حاليا. لذلك من أجل مصالحها الوطنية، اتخذت الحكومة الايرانية خطوات موضوعية جديدة في المسألة النووية.
ثانيا يرى محللون أن ايران فعلت ذلك لجذب تعاطف المجتمع الدولي لضمان تحقيق أهدافها الجوهرية في المفاوضات النووية.
ثالثا ظلت الأطراف المعنية تعمل على الوساطة بين ايران والاتحاد الأوربي منذ شهر. وترى ايران أنه لا يمكن حل المشاكل بالمواجهة، وستُحلّ القضية النووية في نهاية المطاف عن طريق المفاوضات في اطار الوكالة الدولية للطاقة النووية. كما ترى ايران أن موقفها المتشدد في السابق جعل الاتحاد الأوربي يتحالف مع الولايات المتحدة ضدها. واذا أبدت جانبا من التراجع أمام الاتحاد الأوربي، فإنه سيواصل القيام بدوره الخاص بعيدا عن الولايات المتحدة.
ويرى دبلوماسي من الاتحاد الأوربي عبر عن رأيه أمس الخميس أن قيام ايران بذلك هو تعبير فيها عن نيتها الصادقة. وإن قرار الوكالة الدولية للطاقة النووية حول القضية النووية الايرانية في شهر نوفمبر القادم قد لا يكون كله سلبيا. وأضاف أن الاتحاد الأوربي لا يرغب في استفزاز ايران. بل إن الاتحاد يفكر في عدم تقديم ورفع القضية النووية الايرانية الى مجلس الأمن الدولي في اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر في نوفمبر المقبل.
