ذكرت وسائل إعلامية غربية في الآونة الأخيرة أن الولايات المتحدة تقوم الآن باستعدادات لضرب المنشآت النووية الإيرانية مستعينة بإسرائيل التى تعتبرها حاملة طائرات لا تغرق في الشرق الأوسط. فهل ستصبح إسرائيل منصة للولايات المتحدة في تنفيذ خطة الهجوم ؟هذا سؤال أخذ يتردد كثيرا على أسلنة الناس.
ظلت إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني خطرا على أمنها. ورغم أن إيران صرحت مرات بأن برنامجها النووي يهدف الى سد حاجتها للطاقة غير أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة ترى أن إيران تحاول عبر هذا البرنامج امتلاك أسلحة نووية بصورة سرية. ويمكن أن نرى من الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل ظلت تتابع عن كثب كل خطوة من خطوات إيران في تنفيذ برنامجها النووي.
في حين لاحظ الرأى العام أن موقف الحكومة الإسرائيلية من القضية النووية الإيرانية ظل حذرا رغم أن الحكومة الإسرائيلية أكدت مرات عديدة أنها لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية. حيث ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مؤخرا أن الحكومة الإسرائيلية قد أكدت قبل سنتين أن التهديد النووي الإيرانى هو مشكلة تحتاج الى مواجهة مشتركة من المجتمع الدولى وأن إسرائيل لن تبادر الى ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وكانت صحيفة بريطانية قد ذكرت في الشهر الماضي أن إسرائيل تخطط لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل نهاية مارس هذا العام. غير أن الحكومة الإسرائيلية قد نفت ذلك مؤكدة أن الطرق الدبلوماسية هى الخيار الأنسب لإسرائيل لحل المشكلة النووية الإيرانية. وصرح دان هالوتس رئيس أركان الحرب العامة الإسرائيلى في التاسع والعشرين من الشهر الماضي أنه لا يوجد مبرر يدعو اسرائيل على المدى القصير للتدخل عسكريا في موضوع المنشآت النووية الإيرانية وأن الأمن الإسرائيلى لا يتعرض للخطر ما دامت إيران لا تملك أسلحة نووية.
وأشار المحللون الى أنه من الصعب على إسرائيل حاليا تحمل الأخطار العسكرية والسياسية التى قد تنجم عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية رغم أنها كانت قد أرسلت طائراتها الحربية لضرب المنشآت النووية العراقية في الماضي.
وذلك للأسباب التالية:
أولا، كانت المرافق النووية العراقية متمركزة في موقع واحد، أما المرافق النووية الإيرانية فمنتشرة في أماكن مختلفة، بعضها مخبأ تحت الأرض بحراسة صارمة. وذكر تقرير نشره المعهد العسكري الأمريكي للقوات البرية مؤخرا أنه إذا أرادت إسرائيل تدمير المرافق النووية الإيرانية، فعليها أن تشن غارات متواصلة على العديد من الأهداف النووية الإيرانية الكبيرة. لكن إسرائيل لا تمتلك حاملة طائرات، ومن المستحيل استغلال قواعد جوية في دول أخرى بالشرق الأوسط. لذلك، يصعب عليها شن هجمات متواصلة على أهداف بعيدة بالاعتماد على قواها العسكرية الحالية.
السبب الثاني هو أنه إذا شنت إسرائيل هجمات ضد إيران، فستدفع ثمنا سياسيا ودبلوماسيا باهظا، سيصعب عليها تنفيذ استراتيجيتها الشاملة لتنمية البلاد والمتمثلة في السلام مقابل البقاء والأمن ومحاولتها لتحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة.
وانطلاقا من هذه الاعتبارات، تبنت إسرائيل سياسة دبلوماسية مرنة في القضية النووية الإيرانية، حيث أكدت اولا على الوسائل الدبلوماسية ، ومن ناحية أخرى لم تتعهد بالتخلي عن استخدام القوة.
وأشار المحللون إلى أن سياسة إسرائيل المتمثلة في دمج اللين مع الشدة أتاحت لها آفاقا دبلوماسية واسعة، وشكلت في الوقت نفسه تهديدا عسكريا لإيران، وتماشيت ايضا مع سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الخاصة بإجراء المفاوضات مع إيران.