أعلنت إيران أمس الثلاثاء (3 يناير) أنها قد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمها على استئناف أبحاثها المتعلقة بالوقود النووي التي توقفت لمدة أكثر من سنتين خلال الأيام المقبلة. وأثار إعلان إيران هذا قلق الرأي العام الأوروبي ازاء احتمال تجاوز إيران "الخط الأحمر" الذي حددته لها الدول الغربية.

كانت إيران قد طلبت أكثر من مرة من الاتحاد الأوروبي الموافقة على قيامها ببعض من أعمال تخصيب اليورانيوم لأغراض البحوث العلمية، لكن الدول الغربية رفضت ذلك تماما، واعتبرت ذلك الخط الأدنى لإجراء المفاوضات مع إيران. لذلك، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نفس اليوم الذي تسلمت فيه بلاغ إيران السالف الذكر بيانا قالت فيه إن مجلس محافظي الوكالة ظل يعتقد أن القرار الذي اتخذته إيران طوعا حول وقف أعمالها الخاصة بتخصيب اليورانيوم قبل سنتين قرار هام للغاية، داعيا إيران إلى مواصلة ذلك. وأكد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس أن وقف إيران تخصيب اليورانيوم عمل حاسم لبناء الثقة بينها وبين الاتحاد الأوروبي. كما دعا إيران إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لحل المشاكل المعلقة ببرنامجها النووي.

وحللت بعض الصحف الأوروبية الأسباب التي تشجع إيران لاستئنافها أعمال تخصيب اليورانيوم. وقدمت روسيا في ال24 من ديسمبر الماضي اقتراحا حول إقامة شركة روسية إيرانية مشتركة لتخصيب اليورانيوم داخل روسيا، وقالت إنها تنتظر رد الجانب الإيراني. وفي وقت لاحق، عبر كل من الاتحاد الإوروبي والولايات المتحدة عن قبوله لهذا الاقتراح، بينما أكدت إيران أنها لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم داخل آراضيها. وفي الأول من يناير الجاري، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين حول القضية النووية علي لاريجاني قال إن اقتراح روسيا ليس سوى فكرة بسيطة غير ناضجة، ويحمل معه بعض المشاكل الخطيرة، آملا في استكمال الجانب الروسي اقتراحه هذا. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حامد رضا آصفي أمس أن اقتراح روسيا غير واقعي ولا ملموس. لذلك، سترسل روسيا وفدا خاصا بالقضية النووية إلى طهران في ال7 من الشهر الجاري لتسليم اقتراح رسمي إلى الجانب الإيراني، مؤكدا أن بلاده ستبحث المشروع الروسي، لكن الشرط المسبق هو ضرورة القيام بأعمال تخصيب اليورانيوم داخل إيران.

ودفع موقف إيران المتشدد هذا معظم الصحف الأوروبية الإعراب عن خيبة الأمل حول المفاوضات النووية بين الاتحاد الأوروبي وإيران التي ستستانف في 18 من يناير الجاري. وترى بعض الوسائل الإعلامية أن إيران قد أدركت بعد المفاوضات التي دامت أكثر من سنتين مع الاتحاد الأوروبي أنه يصعب عليها الحصول على ما تريده عبر المفاوضات. وعبرت بعض الوسائل الإعلامية الأوروبية عن أن إيران تحاول استغلال مسألة البحوث المتعلقة بالوقود النووي لمعرفة ردود أفعال الدول الغربية. بينما ترى البعض الآخر أن إيران غير راضية عن اقتراح روسيا، لكنها لا ترغب في تعكير علاقاتها مع روسيا، فاضطرت الى المماطلة لمعرفة ردود أفعال مختلف الأطراف بغية اتخاذ سياسة مقابلة لذلك.