بدأت مختلف المحطات التلفزيونية الإسرائيلية مساء أمس الثلاثاء (7 مارس) بث أشرطة دعائية للأحزاب الرئيسية المشاركة في الانتخابات، مما أوصل حملات المنافسة إلى قمتها.
إن الانتخابات المزمع إجراؤها في ال28 من الشهر الجاري ستؤدي إلى بدء دورة جديدة للكنيست الإسرائيلي. للحزب الذي يحصل على أكبر عدد من مقاعد الكنيست سيتولى رئيسه منصب رئيس الوزراء ليكون مسؤولا عن تشكيل الحكومة.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن حزب كاديما الذي تم تشكيله منذ أشهر بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون ما زال يحتل صدارة مختلف الأحزاب في الوقت الحالي، حيث حصل على دعم معظم الناخبين. ورغم أن شارون ما زال في غيبوبة، إلا أن حزب كاديما يشارك في الانتخابات وشعاره "السير على طريق شارون"، وتم ترشيح إيهود أولميرت رئيس الوزراء بالنيابة خليفة في رئاسة الحزب. أما منهاج كاديما في الانتخابات فقد وضع مسألة "الأمن" في المقام الأول، حيث طرح هدفا إستراتيجيا يتمثل في ترسيم حدود نهائية لإسرائيل والحفاظ على الميزات الإسرائيلية اليهودية، ووضع خطة ثانية لأعمال أحادية الجانب. وفي الوقت نفسه، وصف حزب كاديما رئيس كتلة الليكود بنيامين نيتانياهو بأنه شخص غير صادق ووغير موثوق به، بينما وصف زعيم حزب العمل عمير بيريز بأنه تنقصه الخبرات الإدارية ومن الصعب عليه أن يتحمل مسؤولية إدارة الدولة.
ورغم أن تفوق كاديما ما زال واضحا في الوقت الحالي، إلا أن الفضائح التي اكتشفت مؤخرا أحدثت تأثيرات سلبية عليه. ومنها الاشتباه في تورط أولميرت في بيع منزله الفاخر بشكل غير شرعي قبل سنين عديدة. وبالتالي، بثت محطة تلفزيونية إسرائيلية في ال6 من الشهر الجاري يوميات عمري شارون إبن ارئيل شارون والتي سجل فيها أسرار محاولته لكسب دعم لأبيه من خلال التكسب التجاري مستغلا لمكانة أبيه. وكل ذلك يتطلب من كاديما اتخاذ إجراءات عاجلة لطويق عمليات الهروب من التأييد له.
أما كتلة ليكود، فركزت اهتمامها على حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث أكدت أنه من الصعب على حزب كاديما إذا ما فاز في الانتخابات تحمل مسؤولية الحفاظ على أمن إسرائيل، ووجهت كتلة الليكود الاتهام بحزب كاديما قائلة إن مواصلة تنفيذ الخطة الأحادية الجانب وهي الفكرة المطروحة من كاجيما مؤخرا ليست إلا "مكافأة للإرهاب". وقال نيتانياهو إن أية دولة عاقلة لن تتنازل عن أراضيها بدون أية مبررات. وتعهد بأنه إذا فازت كلتة ليكود في الانتخابات، ستبني "جدارا حديديا" ضد حماس.
وفي ظل اهتمام كاديما وليكود بالقضيتين الدبلوماسية والأمنية، ركز حزب العمل جهوده على رعاية حياة الشعب، حيث دعا إلى تطبيق الإصلاح الاقتصادي ورفع الحد الأدنى للأجور وتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء. ووصف زعيمي كاديما وليكود أولمرت ونيتانياهو بأنهما رأسماليان لا يعرفان ما هو الجوع.
وتوقع المحللون وفقا لنتائج استطلاع الرأي أنه من المتوقع أن يحصل حزب كاديما على 37 مقعدا من إجمالي 120 مقعدا بالكنيست، بينما يحصل حزب العمل وكتلة الليكود على 19 و18 مقعدا كل على حدة. ورغم أن حزب كاديما ما زال محافظا على تفوقه في الوقت الحالي، إلا أن نسبة التأييد له أظهرت انخفاضا في الآونة الأخيرة، بينما ارتفعت نسبة التأييد لليكود. ويشير ذلك إلى أن المنافسة بين الأحزاب الثلاثة الكبرى في إسرائيل ستزداد حدة مع اقتراب موعد الانتخابات.