أعلن أمس الأربعاء ( 30 نوفمبر ) شمعون بيريز زعيم حزب العمل السابق ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي انسحابه من الحزب وتأييده لرئيس الوزراء أرييل شارون فى الانتخابات العامة القادمة.

وقد أعلن بيريز هذا في مؤتمر صحفي عقده في نفس اليوم بتل أبيب فور عودته من أسبانيا. وقال بيريز إن نشاطاته السياسية في حزب العمل قد انتهت، إلا أنه سيواصل بذل جهوده من أجل قضية السلام في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة. وأضاف بيريز أن الإطار السياسي الراهن فى إسرائيل لم يكن فى صالح دفع السلام فى الشرق الأوسط، لذلك فإن الأمر يحتاج بشدة إلى قيادة سياسية جديدة، وأن محادثاته مع شارون زادت ثقته في نية شارون الصادقة في حقيق السلام. يرى بيريز أن الخبرات الماضية قد أوضحت أن شارون هو زعيم يتحلى بكفاءة أكثر لقيادة الحكومة المقبلة فى تحقيق السلام.

والجدير بالذكر أن شمعون بيريز البالغ من العمر الآن 82 عاما قد ولد فى بولندا، ثم هاجر إلى إسرائيل عام 1934، وتخرج فى كلية السياسة بجامعة هارفورد الأمريكية. وتم انتخابه أمينا ل"حركة شباب العمل" عام 1943، كما انتخب عضوا للكنيست الإسرائيلي قبل عام 1946 ، ثم أصبح مسؤولا عن القوات البحرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية. وخلال تاريخه حياته السياسي على مدى عشرات السنين تولى بيريز منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتين ومنصب الوزير في الحكومة الإسرائيلية عدة مرات. وفى عام 1994 حصل بيريز باعتباره أحد مهندسي مسيرة أوسلو للسلام على جائزة نوبل للسلام مقاسمة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات .ظل بيريز يدعو بنشاط إلى حل النزاعات الفلسطينية الإسرائيلية و تحقيق الوفاق بين العرب وإسرائيل عن طريق المفاوضات، وبذل جهودا كبيرة من أجل ذلك.

في الـ10 من الشهر الماضي، خسر شمعون بيريز رئاسة حزب العمل الاسرائيلي أمام منافسة عمير بيريتس. وذكرت مصادر بحزب العمل أن عمير بيريتس كان قد وعد لبيريز بعدم منافسته على رئاسة الحزب، إلا أن بيريتس لم يف بوعده وفاز على شمعون بيريز أخيرا في الانتخابات. وكان من الصعب على شمعون بيريز تقبل الحقيقة.

هناك سبب آخر لتحالف بيريز مع شارون هو اقتراب مواقفهما السياسية تدريجيا مع تطور الأوضاع الفلسطينية الاسرائيلية. فالخطة الأحادية الجانب التي تمسك شارون بتنفيذها كانت قد طرحت من قبل حزب العمل أولا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بيريز معجب بمقدرة شارون القيادية ويرى أن شارون هو أشجع الساسة الاسرائيليين. وذكرت صحف اسرائيلية أن شارون إذا نجح في الانتخابات المقبلة، فسيعين بيريز وزيرا لشؤون السلام.

وأظهر استطلاع الرأي مؤخرا أن نسبة التأييد لحزب كاديما أعلى من حزب العمل وهناك تنافس عنيف بين الحزبين. ورغم أن بيريز لم ينضم إلى حزب كاديما بعد انسحابه من حزب العمل، إلا أن تأييده ومناصرته لشارون ستكون عاملا مشجعا جدا لكتلة شارون. لذلك، أعرب حزب العمل والأوساط اليسارية عن أسفهم الشديد لقرار بيريز، حيث قال أمين عام حزب العمل إيتان كابيل إنه يوم حزين لحزب العمل. ويرى يوسي بيلين الزعيم اليساري أن قرار بيريز فيه خطأ كبير ويضر بمستقبل عملية السلام.