غادر رئيس الوزراء الإسرائيلى أرييل شارون المستشفى أمس الثلاثاء ( 20 ديسمبر ) بعد تلقيه علاجا لمدة يومين بسبب إصابته بجلطة دماغية خفيفة. في نفس اليوم فاز رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق نيتانياهو في الانتخابات الرئاسية لكتلة الليكود. كلاهما قال إنهما سيقودان حزبيهما للفوز في الانتخابات العامة في مارس العام القادم، إذن بدأت الآن أجراس جولة جديدة من الصراع على السلطة في إسرائيل بين الخصمين اللدودين القديمين.

خرج شارون أمس من مستشفى حاداسا بالقدس وبدا أمام باب المستشفى شاحب الوجه حيث قال للصحفيين الذين احتشدوا أمام باب المستشفى " لقد حان الوقت لعودتى الى العمل ومواصلة نشاطى." وكما نعلم فإن شارون قد شكل مؤخرا حزبا جديدا أطلق عليه اسم كاديما أو حزب المستقبل. وبعد لقائه بالصحفيين دخل شارون السيارة دون مساعدة من أحد وقال الطبيب المسؤول عن علاجه إن شارون قد شفى تماما والإصابة لم تؤثر على عقله وذاكرته فيمكنه أن يبدأ العمل بعد أيام من الراحة.

مائة يوم فقط ما زالت متبقية على الانتخابات العامة الاسرائيلية. ووعكة شارون الصحية قد أظلت بغيوم على مستقبل حزب كاديما في التنافس على السلطة الاسرائيلية. بعد وقت قصير من مرض شارون عدل هذا الحزب استراتيجيته في التنافس على الانتخابات ووضع مبدأين أحدهما التأكد من تكاملية الحزب وأن الحزب يستطيع الفوز حتى في حالة عدم تواجد شارون. والآخر التأكد من سلامة صحة شارون. وقال إهود أولميرت الحليف السياسى لشارون ونائب رئيس الوزراء إن شارون هو أكبر كنز لحزب كاديما إلا أن الحزب فى نفس الوقت يضم أفضل المجموعات وأكثرها خبرة. كما ذكر أعضاء حزب كاديما أو المستقبل أن إصابة شارون لن تؤثر على مستقبل الحزب. وجاء في الاستفتاء العام الذى نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية أول أمس الإثنين أن نسبة التأييد لحزب كاديما لم تنخفض بل ارتفعت وأن الحزب سيفوز ب42 مقعدا فى الكنيست إذا أجريت الانتخابات العامة الآن.

قلنا إنه في اليوم الذى خرج فيه شارون من المستشفى انتخب نيتانياهو رئيسا لكتلة الليكود بحصوله على 47% من الأصوات بعد فوزه على خصومه الثلاثة الآخرين. وأقسم نيتانياهو أنه سيقود الليكود للفوز في الانتخابات العامة المقبلة حتى تعود كتلة الليكود مرة أخرى قوة محورية تقرر مستقبل إسرائيل. غير أن الرأى العام الإسرائيلى يرى أن تربع نيتانياهو على كرسى رئاسة الليكود لن يصب لصالح كتلة الليكود وأن مستقبل الليكود في الانتخابات العامة المقبلة لا يدعو الى التفاؤل. لأن انسحاب شارون من كتلة الليكود وتشكيله لحزب كاديما قد سبب خسائر كبيرة لليكود حتى أصبحت كتلة الليكود الآن طائفة صغيرة تمثل فقط مصالح عدد قليل من اليمينيين المتطرفين. وحسب ما جاء في الاستفتاء العام الذى جرى يوم الإثنين الماضي فإن كتلة الليكود لن تستطيع الحصول إلا على 13 مقعدا فقط من بين 120 مقعد في الكنيست خلال الإنتخابات العامة المقبلة.

أشار بعض المتابعين الى أن حزب كاديما لم يتأثر بمرض شارون. بينما نيتانياهو صلب العود يصعب عليه إنقاذ كتلة الليكود. وهو ما يعكس رأى الناخبين الإسرائيليين. فهم يؤيدون حزب كاديما ليس فقط بسبب جاذبية شارون بل لأنهم موافقون على السياسة التى سيسير عليها الحزب بناءا على خطة خارطة الطريق في الشرق الأوسط لتحقيق السلم الفلسطينى الإسرائيلى.