ظلت أعمال الحكومة الإسرائيلية تسير بسلام تحت إشراف إيهود أولمرت رئيس الوزراء بالنيابة أثناء فترة إصابة رئيس الوزراء ارييل شارون بالنزيف الدماغى. كما أن حزب كاديما ينظم بصورة منتظمة حملاته الانتخابية بعد التغلب على الأزمات الناجمة عن مرض شارون وستستمر الحملات الانتخابية حتى الثامن والعشرين من مارس القادم. حظى أداء أولميرت وأعماله الممتازة أثناء فترة مرض شارون بقبول الرأى العام الإسرائيلى والاستطلاعات العامة. ومن المأمول أن يصبح أقوى المرشحين لمنصب رئيس الوزراء الإسرائيلية الجديد.
وخلال الأيام العشرة الماضية كانت الحكومة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بالنيابة أولميرت قد واصلت تنفيذ السياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية التى وضعها شارون وهدأت تدريجيا الأزمة السياسية الناجمة عن مرض شارون. كما أن حزب كاديما الذى أسسه شارون قد بدأ تشكيل المجموعة الانتخابية وهيئات تنظيمية على مختلف المستويات ووضع البرامج الانتخابية وقائمة مرشحيه للانتخابات التشريعية. حيث أن آخر استطلاعات للرأى تشير الى أن نسبة التأييد لحزب كاديما في إرتفاع مستمر وأن حزب كاديما برئاسة أولمرت قد يفوز بالانتخابات التشريعية إذا أجريت الانتخابات الآن. كما تشير الاستطلاعات الى أن أولمرت هو أقوى المرشحين لمنصب رئيس الوزراء بالمقارنة مع نيتانياهو رئيس كتلة الليكود وبيريز رئيس حزب العمل.
وتحدث الرئيس الأمريكى بوش أمس الخميس هاتفيا مع أولميرت لأول مرة منذ مرض شارون. وقال بوش خلال المحادثة إنه متفهم جدا لما يواجه أولمرت من صعوبات وإنه سيدعم بكل ما في وسعه. فيرى المحللون أن حديث بوش هذا قد أعطى للعالم إشارة تأييد أمريكى لأولمرت في التنافس على منصب رئيس الوزراء. وجاء في نبأ أنه من المحتمل أن يقوم أولمرت بزيارة الولايات المتحدة في قريبا.
أما الأحزاب الإسرائيلية الأخرى فقد عبرت عن استياءها من المحادثة الهاتفية بين بوش وأولمرت معتقدة أن هذا سيجذب الأصوات لأولمرت وحزب كاديما ويكون تدخلا في الشؤون السياسية الإسرائيلية.
وأولمرت هو زميل سياسي حميم لشارون. لذلك يعتبر أقوى مرشح لخلافة شارون. هذا وكان أولمرت قد أصبح عضوا في الكنيست الإسرائيلي عندما كان في الثامنة والعشرين من العمر لذلك فهو أصغر أعضاء الكنيست عمرا في ذلك الحين. وخلال مسيرته السياسية التى دامت 32 عاما كان تولى منصب عمدة القدس لعشر سنوات ثم تولى عدة مناصب وزارية. وكان قد تولى في حكومة شارون ثلاثة مناصب هامة وهى مناصب نائب رئيس الوزراء والوزير للصناعة والتجارة والمالية. ويتحدث أولمرت اللغة الإنجليزية بطلاقة وله علاقات حميمة مع رجال الأوساط السياسية في الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان من المؤيدين لسياسة شارون الخاصة بالقضية الفلسطينية. وقد أعلن قبل عشرة أيام من طرح شارون الخطة الآحادية الجانب تأييده لانسحاب إسرائيل من معظم الآراضى الفلسطينية. وفي العام الماضي بعد تنفيذ الخطة الآحادية الجانب صرح أولمرت بأن إسرائيل ستضع خطة ثانية للانسحاب من جانب واحد. وكان من المدبرين لخروج شارون من كتلة الليكود وتشكيل حزب كاديما. لذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيليى الأسبق إيهود باراك إن أولمرت هو أقوى المرشحين لخلافة محل شارون.
