قام مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع عقد أمس الاربعاء في فيينا بمراجعة تقرير محمد البرادعى المدير العام للوكالة حول المشكلة النووية الايرانية. وللأسف فإن كلا من الولايات المتحدة وايران ابدت في الاجتماع مواقف متشددة. ويرى المحللون أن هذا التشدد لكلا الطرفين لن تكون نتائجه الا خسارة لهما.

قال جريجورى شولت المندوب الامريكى الدائم للوكالة في الاجتماع إن ايران قد امتلكت الآن من الناحية النظرية مادة UF 6 المحتوية لليورانيوم والقادرة على انتاج 10 قنابل ذرية. وقد حان الوقت لأن يتخذ مجلس الامن الدولى اجراءات لمواجهة ذلك. وأضاف أن مجلس الامن الدولي يجب عليه أن يحذر ايران من أنها ستواجه عواقب وخيمة اذا لم تلتزم بتعهداتها.

وعلى الجانب الايراني قال جواد وادى رئيس الوفد الايرانى المشارك في الاجتماع إن ايران سترد الولايات المتحدة الصاع بصاعين إذا فرضت عقوبات على ايران. بعد الاجتماع أعلن رئيس الوفد الايرانى بيانا جاء فيه أنه اذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الغير فإنها ستتعرض للعقاب والمعاناة أيضا.

الموقف الايرانى متشدد ومتصلب لذلك فإن الولايات المتحدة لا تستبعد حتى الآن امكانية الخيار العسكرى على الرغم من أن كثيرا من الخبراء يرون أن الولايات المتحدة ليس لديها القدرة أو لن تساعدها الظروف لتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران للاسباب التالية.

اولا المنشآت النووية الايرانية متفرقة في اماكن متعددة ومخبأة تحت الارض لذلك فالوسائل العسكرية هنا تقصر عن الوصول الى الهدف.

ثانيا ايران تمتلك صواريخ متوسطة المدى تستطيع ضرب جميع القوات الامريكية المرابطة في الدول الخليجية واسرائيل.

ثالثا أن ايران بوسائل أخرى باستطاعتها اجهاض الضربة العسكرية الامريكة إذا ما نفذت بما فى ذلك اغلاق مضيق هرمز لتهديد الولايات المتحدة والدول الغربية بقطع الامدادات البترولية. والاهم من ذلك أن توجيه ضربة عسكرية لايران ستثير موجة أكبر في العالم الاسلامى لمقاومة الولايات المتحدة وبالتالى فإن القوات الامريكية المرابطة في العراق سوف لا تجد مخرجا من المستنقع العراقى. وأن الولايات المتحدة ستدفع ثمنا باهظا لعملياتها العسكرية ضد ايران.

إيران هى ثانية أكبر الدول المنتجة للبترول في منظمة أوبك. ووصلت كمية البترول المصدرة الى مليونين وخمسمائة الف برميل يوميا. ويرى خبير في شركة لاند الامريكية أن سعر البترول في الاسواق العالمية سيتجاوز مائة دولار أمريكية لكل برميل إذا خفضت ايران كمية البترول المصدرة بخمسمائة الف برميل يوميا. وبالتالى فإنه إذا ما حدث ذلك فإن الاقتصاد الغربى وحتى الاقتصاد العالمى سيتعرض لخسائر جسيمة.

وبالنسبة لايران فإنها ستدفع ثمنا باهظا أيضا من أجل مواجهة الضربة العسكرية المحتملة أو من أجل مواجهة الحصار الاقتصادى.

في ظل هذا الوضع فإن بعض الدول قد دعت الاطراف المعنية بالمشكلة النووية الايرانية الى ضبط النفس في هذا الوقت الحرج لتجنب تدهور الوضع وحل المشكلة عبر المفاوضات في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.