نشر الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الخميس ( 16 مارس ) للمرة الثانية << تقرير استراتيجية الأمن القومي للبلاد >> منذ توليه لمنصب الرئاسة. وأكد هذا التقرير مجددا أن الولايات المتحدة ستحتفظ بحق توجيه الضربات العسكرية الوقائية المتمثلة فى شن الهجوم أولا لكبح الآخرين، كما يعتبر هذا التقرير إيران أكبر تهديد قد تواجهه الولايات المتحدة. لقد أصبحت مواقف كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وكبار مسؤولي الحكومة الأمريكية أكثر تصلبا بشأن القضية النووية الإيرانية. وفى الوقت نفسه تجرى الآن الأحزاب الحاكمة والمعارضة الأمريكية مناقشات بشأن القيام بالضربات العسكرية ضد إيرن أم لا. ففى الوقت الذى يقوم فيه المجتمع الدولي بنشاطات دبلوماسية مكثفة بشأن القضية النووية الإيرانية تمارس الولايات المتحدة الآن المزيد من الضغوط على إيران.

أكد بوش فى مقدمة التقرير أن الوسيلة الدبلوماسية هى أول وسيلة تتخذها الولايات المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، إلا أنها لا تستبعد اتخاذ وسيلة ضربات عسكرية متمثلة فى شن الهجوم أولا لكبح العدو المحتمل. وأكد التقرير أن السياسية الأمنية الأمريكية المتوسطة المدى هى استمرار اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة التحديات من أجل حماية أمن الدولة والسلامة الاقتصادية.

وقال بعض المسؤولين بالحكومة الأمريكية أن هذا التقرير أعطى فى الواقع وبصورة واضحة تحذيرا إلى إيران: إذا لم تقدم إيران تنازلات بشأن القضية النووية فإن الولايات المتحدة لا تستبعد استخدام القوة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المسألة الإيرانية قد أدخلت فى جدول الأعمال الرئيسية للحكومة الأمريكية بشأن الشؤون الخارجية. كما تحث حكومة بوش الكونغرس على تخصيص مبالغ قيمتها 75 مليون دولار أمريكى لمساعدة المعارضة الإيرانية.

ويرى المحللون أن المسؤولين الأمريكيين لم يستخدموا أبدا في مناسبات عامة تعبير "تغيير السلطة"، إلا أن أهدافهم الحقيقية تشير إلى ذلك. كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد أعلنت في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي أن الولايات المتحدة قد تواجه تهديدات كبيرة من إيران، وإن المشكلة ليست في الشعب الايراني بل في حكومته.

وأشارت صحف أمريكية إلى أن هذا العام هو عام حاسم لاقرار الولايات المتحدة ما إذا كانت ستلجأ إلى القوة ضد إيران أم لا. وحتى الآن، ما زالت هناك خلافات في الكونغرس الأمريكي حول هذه القضية حيث يدعو جناح الصقور إلى مهاجمة ايران في أسرع وقت ممكن ويرى المعارضون أن الولايات المتحدة لا يمكنها تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبته في العراق.

وفي ظل الضغوط الأمريكية المتزايدة على ايران، أعلنت الأخيرة أنها مستعدة لاجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة حول قضية العراق. ويرى الخبراء أن الولايات المتحدة لا تملك حاليا أساليب فعالة أخرى في هذه القضية سوى الأساليب الديبلوماسية، ويجب عليها اجراء حوار مباشر مع ايران.