أجرى ممثلو روسيا وايران أول أمس السبت (7 يناير) في طهران محادثات استمرت يومين لمناقشة اقتراح طرحته روسيا مؤخرا حول القضية النووية الايرانية. وذكرت وسائل الاعلام الأوروبية أن هذه المحادثات لا تعني بدء مشاركة روسيا في حل القضية، إلا أن مشاركتها تفيد كافة الأطراف.
كانت روسيا قد طرحت على ايران اقتراحا في نهاية العام الماضي بشأن انشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا، وعبر كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن موافقته على هذا الاقتراح، إلا أن ايران تمسكت باجراء أعمال تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها وطالبت روسيا باكمال اقتراحها لأنه اقتراح اطاري غير ناضج. لذلك، أرسلت روسيا بعثة حكومية رفيعة المستوى إلى طهران لاجراء محادثات معها حول الأمر.
وقال حسين انتظامي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أول أمس إن هذه المحادثات كانت مرضية، وقال حامد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إن المحادثات الايرانية الروسية كانت إيجابية، ومن المتوقع أن تتوصل إلى خطة فعالة.
هذا وجرت هذه المحادثات في ظل استعداد ايران لاستئناف بحوث الوقود النووي مما يضيف عامل تحول جديد لمفاوضات الاتحاد الأوروبي وايران حول القضية النووية والتي دخلت مرحلة جمود مرة أخرى. تقلق أوروبا من تجاوز "بحوث ايران" الخط الأحمر الذي وضعته الدول الغربية لأن هذه الأعمال تجري في مجال تخصيب اليورانيوم وذلك قد حظرته تماما الدول الغربية على ايران. وكان محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلن أن توقف ايران عن أعمال تخصيب اليورانيوم هو خطوة حاسمة لنيل الأخيرة ثقة المجتمع الدولي. وقد أجرى خبراء الوكالة مناقشات استمرت عدة أيام مع نظرائهم الايرانيين من أجل كشف الأهداف الحقيقية وراء استئناف ايران بحوث الوقود النووي إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن.
وفي هذا الوقت الحاسم، طرحت روسيا اقتراحها لتسوية القضية النووية الايرانية وأجرت محادثات مع ايران. فترى صحف أوروبية أن روسيا ظلت مزودا رئيسيا للتكنولوجيات النووية الايرانية حيث إذا قبلت ايران اقتراح روسيا، فإنها ستتجنب عرض قضيتها النووية على مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات دولية عليها مما يضمن مصالح روسيا الطويلة المدى في ايران. ومن جهة أخرى، لا يمكن لروسيا أن تساعد المجتمع الدولي على تجاوز هذه الأزمة فحسب، بل ترفع سمعة روسيا الدولية وتعزز نفوذها المستقبلي على ايران.
ويرى المحللون الأروبيون أن هذه المحادثات لا تشير إلى بدء مشاركة روسيا في المفاوضات النووية الايرانية إلا أن مشاركتها تفيد ايران في الحقيقة لأنها ستجعل
المفاوضات متعددة الأطراف وتحسن مكانة ايران في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي. ومن جانب آخر، فإن مشاركة روسيا مفيدة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا، لأن روسيا قد تكون قوة مساعدة لأنهما لا يملكان أساليب فعالة لكبح ايران وفي الوقت نفسه لا يريدان كشف الأوراق النهائية لايران في وقت مبكر.