الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية السابعة عشر تجرى غدا الثلاثاء ( 28 مارس ). أما الرأى العام الإسرائيلي فيرى أن هذه الانتخابات ستقوض الهياكل السياسية الإسرائيلية التقليدية، ونتيجة لذلك فإن الوضع الفلسطيني الإسرائيلي سيواجه تحولا تاريخيا جديدا. لذلك قام مراسلنا فى القدس بزيارات لعدد من العلماء والمعلقين السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين ليتحدثوا عن مغزى وتأثير هذه الانتخابات على الأوضاع فى الشرق الأوسط.
يرى جميع الخبراء الذين التقى بهم مراسلنا أن نتائج الاستفتاء العام تظهر أن نسبة التأييد لحزب كاديم بزعامة أيهود أولميرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالنيابة تتقدم على حزب العمل اليسارى وكتلة اللكود اليمنية إلى حد كبير، قال كاليف بن دافيد المحرر السابق بجريدة القدس بوست:
" مهما انخفضت نسبة التأييد لحزب كاديم، فإن سيظل فى الطليعة."
وأكد الأستاذ ريوفين هازان لقسم السياسي فى الجامعة العبرية:
" أن حزب كاديم سيفوز بلا شك فى هذه الانتخابات، أما المقاعد التى سيحصل عليها فسيكون لا أهمية."
ويرى كاليف بن دافيد أن هذه الانتخابات ستشكل من جديد خريطة جديدة لإسرائيل. إذ يقول:
" إن الهيكل السياسي الإسرائيلي سيتغير بدرجة كبيرة، فقد ظل و على مدى طويلة، اللكود و العمل يتناوبان ويحلان رئاسة الوزراء فى إسرائيل، أما تولى كاديم فحينما يعلى هذا لكريس. فهذا يعنى نهاية هذا الوضع، هذا أهم تغير سوف يطرأ على الوضع السياسي الإسرائيلي منذ إنهاء كتلة اللكود الاحتكار السياسي لحزب العمل فى عام 1977.
وذكر الأستاذ ريوفين هازان فى الجامعة العبرية أنه إذا فاز حزب كاديم فى هذه الانتخابات، فإن الناس سيدركون الاتجاه الذى ستسير عليه إسرائيل خلال السنوات الأربع المقبل، ألا هو الانسحاب من الضفة الغربية من الأراضي الفلسطينية المحتلفة. وهو فإنه يعتبر قرارا تاريخيا.
وبالنسبة للوضع ما بعد الانتخابات الإسرائيلية فإن المعلق السياسي الفلسطيني حسان عز الدين ليس متفائلا بشأنه، فيقول:
" أن القضية الجوهرية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ليست انسحاب إسرائيل من قطاع غزة و الضفة الغربية، بل مصير القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ورغم ذلك فإن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلة لم تذكر هذه المسألة الهامة.
وبالنسبة لتوقعاته بشأن مستقبل السلام فى الشرق الأوسط قال عز الدين:
" بعد انتهاء الانتخابات ستكون آفاق مسيرة السلام أكثر تعقيدا، لأن إسرائيل لم تعترف حتى اليوم بحركة حركة حماس التى تتولى الحكم، وحماس أيضا ترفض الاعتراف بإسرائيل. وأعتقد أنه بعد الانتخابات الاسرائيلية فإن الفلسطينيين سينقلون مركز ثقلهم إلى تعزيز بناء الوحدة الداخلية، لأنهم يعرفون أن إسرائيل لن تعطى لهم أى شيء.