اليوم الثلاثاء (28 مارس) موعد الانتخابات العامة الاسرائيلية حيث يقرر الاسرائيليون شكل البرلمان الجديد والزعيم المستقبلي.
مقارنة بالانتخابات السابقة، يبدو على الناخبين الاسرائيليين الهدوء البالغ هذه المرة. في شوارع القدس، لا يرى المرء لافتات دعايات انتخابية كثيرة، ولم تكثر مختلف الأحزاب الاسرائيلية من عقد الاجتماعات الجماهيرية أو المسيرات الدعائية. ويرى المحللون أن سبب ذلك يعود إلى أن نتائج الانتخابات قد تكون محسومة ولن تكون هناك مفاجآت. وأعلن ايهود أولمرت رئيس الوزراء بالنيابة وزعيم حزب كاديما الذي حصل على أكبر نسبة تأييد، أعلن قبل أسبوع أن حزبه سيفوز بالانتخابات بالتأكيد.
حسب نتائج آخر استطلاعات الرأي، سيحصل حزب كاديما على 36 مقعدا في البرلمان وهذا العدد يمثل ضعفي مقاعد حزب العمل وثلاثة أضعاف مقاعد كتلة الليكود. إن الانسحاب الأحادي الجانب ظل شعار حزب كاديما الرئيسي لجذب الناخبين. ويرى هايم رامون مسؤول بالحزب أنه ينبغي على اسرائيل تنفيذ الانسحاب الأحادي الجانب في ظل عدم مشاركة الفلسطينيين في مفاوضات السلام لأن ذلك يدعم المصالح الاسرائيلية الطويلة الأمد، ها هو يقول:
"إذا واصلنا السيطرة على الأراضي الفلسطينية، فإن اسرائيل لن تكون هكذا دولة يهودية ديمقراطية وذلك أيضا محور الصراع الفلسيطني الاسرائيلي. وإن الانسحاب الأحادي الجانب هي خيار اضطراري لحماية الخصائص اليهودية الاسرائيلية."
في أغسطس الماضي، كانت خطة الانسحاب الأحادي الجانب التي نفذها ارييل شارون مستقطبة لتأييد معظم الاسرائيليين. ولهذا السبب، تقترب حاليا معظم الأحزاب الاسرائيلية من الخطوط المتوسطة التي يمثلها حزب كاديما. حتى يعترف أوزي لاندو الشخصية اليمينية المشهورة وأحد زعماء كتلة الليكود بأن كتلته لا تستبعد احتمال التنازل عن الأراضي الفلسطينية، حيث قال:
"إذا وجدنا شريكا فلسطينيا خالصا يتفاوض من أجل السلام ويمكن التوصل معه إلى اتفاقية سلام حقيقية، فسوف نتنازل."
إن المواقف المتشابهة بين مختلف الأحزاب تحير الناخبين الاسرائيليين كثيرا حيث لا يعرفون لمن سيدلون أصواتهم. وقال شاب اسرائيلي يسمى أران إنه سيؤيد حزب العمل فقط لأن أمه تعمل في مقر الحزب:
"تقول جميع الأحزاب نفس الكلام. إن كتلة الليكود قادت اسرائيل 4 سنوات وفعلت أخيرا ما يتمسك به حزب العمل وانسحبت من قطاع غزة. أعتقد أن أعضاء حزب كاديما هم من حزب العمل وكتلة الليكود، إذن لا فرق بينهم."
رغم أن بعض الناخبين غير متحمسين للانتخابات، إلا أن الأستاذ ريفين هازان بكلية السياسة بالجامعة العبرية يرى أن هذه الانتخابات لها مغزى هام لاسرائيل، حيث قال:
"إن هذه الانتخابات تعتبر استفتاء عاما حول الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية من قطاع غزة والضفة الغربية وتتجاوز الصراعات بين اليسار واليمين وتتعلق بأية اسرائيل نريد."