بدأت الانتخابات التشريعية الاسرائيلية أمس الثلاثاء (28 مارس) بمشاركة حوالي 5 ملايين ناخب اسرائيلي بدءوا التدفق على الثمانية آلاف مركز للتصويت منذ الساعة السابعة صباحا. وبالنسبة للاسرائيليين المقيمين في مستوطنات بالضفة الغربية، فإن هذه الانتخابات تتعلق بمصير بيوتهم.

وصل الناخبون في مستوطنة ميتسبي جيريكو بالضفة الغربية صباح أمس إلى مقر انتخابي مدرسة ثانوية للادلاء بأصواتهم. حسب خطة الانسحاب الأحادي الجانب التي طرحها رئيس الوزراء بالنيابة ايهود أولمرت، سينسحب المقيمون في هذه المستوطنة خلال السنوات الأربع المقبلة. ومن أجل حماية بيوتهم، أعطى هؤلاء الناخبون أصواتهم لصالح الأحزاب المعارضة لخطة الانسحاب.

وجدير بالذكر أن معظم المستوطنين يعارضون خطة الانسحاب الأحادي الجانب. وفي مستوطنة معالي أدوميم أكبر مستوطنة بالضفة الغربية، يقف بعض الشباب أمام مركز التصويت يوزعون نشرات تدعو الناخبين إلى عدم تأييد حزب كاديما.

رغم ذلك، ظلت نسبة التأييد لحزب كاديما عالية بعد طرح أولمرت خطة الانسحاب الأحادي الجانب. أما حزب العمل، فيوافق على الانسحاب أيضا. ويرى السيد آشير آريان المحلل السياسي الاسرائيلي أن الرأي العام الاسرائيلي يؤيد خطة الانسحاب الأحادي الجانب. حيث قال:

"إن موقف رجل الشارع هو أنه من الأفضل اتخاذ القرار الأحادي الجانب في ظل عدم وجود شريك فلسطيني يمكن اجراء المفاوضات معه. فذلك أفضل من حالة الجمود."

وفي مركز تصويت بالقدس، قال السيد مارك سبيغليم إنه اختار الأحزاب المؤيدة للانسحاب:

"في النهاية، سيكون هناك قوميتان تتعايشان على هذه الأراضي، وستتعايش دولتان أيضا. أعتقد أن الانسحاب ضروري لافساح أراضي كافية لإقامة دولة فلسطينية ولجعل الفلسطينيين يقبلون هذه النتيجة."

كما وافقت السيدة نورا آفيان على انسحاب اسرائيل إلى خط وقف اطلاق النار قبل حرب 1967، حيث قالت:

"يجب علينا الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعودة إلى خط وقف اطلاق النار لعام 1967. إذا احتللنا أراضي فلسيطينية، فيجب علينا تعويض هذه الأراضي بأراضي اسرائيلية."

يرى كثير من المحللين أن انتخابات أمس هي استفتاء عام على لانسحاب الأحادي الجانب. وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية إلى أنه في ظل هذه الانتخابات، فإنها المرة الأولى التي تقرر فيها اسرائيل مصير الانسحاب الأحادي الجانب، وهي ليست انتخابات برلمانية بسيطة، بل تتعلق بمصير المستوطنات بالضفة الغربية والحدود الاسرائيلية المستقبلية وحتى عملية السلام في الشرق الأوسط.