أعلنت أمس الأربعاء (29 مارس) النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الاسرائيلية حيث حصل حزب كاديما برئاسة ايهود أولمرت رئيس الوزراء بالنيابة على 28 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120 وأصبح أكبر حزب في الكنيست الاسرائيلي. إلا أن هذا العدد لم يتجاوز اجمالي نصف المقاعد، فلن يتمكن حزب كاديما من تشكيل الحكومة لوحده. وقد شكل حزب كاديما مجموعة خاصة لاجراء مفاوضات مع الأحزاب الأخرى حول قضية تشكيل حكومة ائتلافية. ويرى المحللون أن كاديما يواجه صعوبة كبيرة في تنفيذ خطة الانسحاب الأحادي الجانب ولو نجح في تشكيل الحكومة.

وقال ايهود أولمرت صباح أمس بعد فوز حزبه بالانتخابات:

"سنحدد الحدود النهائية لدولة اسرائيل ذات الخصائص اليهودية خلال فترة مقبلة وسنحقق هذا الهدف عبر المفاوضات مع الفلسطينيين. ليس هناك وسيلة أفضل من المفاوضات لتحقيق السلام."

وأشار أولمرت إلى أنه ينبغي اجراء المفاوضات على أساس الاعتراف بالاتفاقيات السابقة والالتزام بخارطة الطريق ووقف أعمال العنف وستقدم اسرائيل بعض التنازلات، مؤكدا أنه إذا لم ينجح اجراء المفاوضات، فستنسحب اسرائيل من بعض المستوطنات بالضفة الغربية وتضم عدة مستوطنات كبيرة إلى الآراضي الاسرائيلية في الوقت نفسه وتحدد حدود اسرائيل النهائية قبل عام 2010 على أساس الجدار الفاصل الحالي. ويرى المحللون أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة، فستحتل اسرائيل حوالي 8% من أراضي الضفة الغربية.

ويرى الجانب الفلسطيني أن اعلان أولمرت يهدف إلى اجبار الفلسطينيين على العمل حسب إرادة الجانب الاسرائيلي. وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد اسماعيل هنية أمس عن معارضته الشديدة لهذا الأمر، حيث قال:

"قلنا بالأمس، ونقول اليوم، ونقولها أمام شعبنا، إن الضغوط لن تصلح معنا، إن الضغوط لن تصلح لدفعنا نحو التخلي عن ثوابت الشعب وثوابت الأمة، فنحن سنكون أوفياء للحقوق والثوابت، سنكون أوفياء لخيار الشعب الفلسطيني."

كما دعا وزير المفاوضات الفلسطيني السابق صائب عريقات اسرائيل إلى التخلي عن الأعمال الأحادية الجانب. وقال:

"أتمنى أن يتخلى الاسرائيليون عن الأعمال الأحادية الجانب مهما كانت حكومتهم ويعيدون المفاوضات معنا"

إلا أن الأستاذ آشير آريان المحلل السياسي الاسرائيلي يرى أن احتمال استئناف المفاوضات ضئيل على ضوء أن حكومة حماس قد تولت السلطة ومتمسكة بمواقفها المتصلبة، مشيرا إلى أن حزب كاديما حصل في الانتخابات على 28 مقعدا فقط، وإنه يحتاج إلى التحالف مع حزبين على الأقل لتشكيل الحكومة وذلك عمل شاق وصعب. كما يرى الخبير السياسي ريفين حاسون بالجامعة العبرية إنه إذا شكل حزب كاديما حكومة ائتلافية مع أحزاب يمينية، فسيواجه أولمرت صعوبة كبيرة لتنفيذ الانسحاب.

ويرى الأستاذ أشير آريان أنه من غير المؤكد أن اسرائيل ستنفذ الانسحاب بسرعة ولو نجح أولمرت في تشكيل حكومة ائتلافية، حيث قال:

"إن ذلك يعتمد أيضا على مواقف الأطراف المتعددة من خطة أولمرت بما فيها حزب كاديما والحكومة الائتلافية والكنيست الاسرائيلي واللجنة الرباعية وخاصة الولايات المتحدة. وأعتقد أن تنفيذ الانسحاب ما زال يحتاج إلى وقت طويل."