بعد إعلان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انضمام بلاده إلى نادي الدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية، أكد غلام رضا أغازاده نائب الرئيس الايراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية أن ايران قد نجحت في تخصيب اليورانيوم على درجة 3.5%.
وقد أثارت هذه الخطوات الايرانية الجديدة المتعلقة بالقضية النووية اهتمامات بالغة من المجتمع الدولي خاصة في ظل أن مجلس الأمن الدولي قد أجاز بيانا رئاسيا في الـ29 من مارس الماضي يدعو ايران إلى التوقف عن نشاطات تخصيب اليورانيوم وأن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيزور البلاد.
إن زيارة البرادعي لايران هذه المرة كانت تعتبر فرصة نفيسة لتخفيف توتر الأوضاع. لكن اعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم قد وضع حدا أدنى لما ستحققه زيارة البرادعي وذلك يهدف إلى حث المجتمع الدولي على الاعتراف بهذه الحقيقة. وذلك يشير أيضا إلى أن ايران لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم.
وفي الوقت نفسه، أعلنت ايران أنها ستلتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وقال وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي أمس الثلاثاء (11 ابريل) في طهران للصحفيين إن بلاده ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معبرا عن أمله في أن يعكس البرادعي مطالب ايران المعقولة في تقريره حول القضية النووية بعد محادثاته مع الجانب الايراني.
ويرى المحللون أن حكومة نجاد قد أظهرت مواقف مرنة وايجابية تحت ضغوط الولايات المتحدة وأوروبا. ومن ناحية أخرى، أظهرت عزيمة صلبة على التمسك بالأنشطة النووية. في أوائل هذا الشهر، قامت ايران بمناورات كبيرة في الخليج أستخدمت فيها أسلحة جديدة مما أظهر قوتها الدفاعية الكبيرة.
وبعد اعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم، قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي سكوت مكليلان إن ايران تسير في طريق الخطأ. وأعلنت بريطانيا أن أعمال ايران لا تسهم في تسوية القضية النووية. وجدير بالذكر أن مؤتمر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي عقد أول أمس الأحد قد فكر في فرض عقوبات على ايران. وذكرت صحف أمريكية أن حكومة بوش مستعدة لشن ضربات عسكرية ضد ايران بما فيها مهاجمة المنشآت النووية الايرانية بأسلحة نووية. رغم أن قادة الولايات المتحدة نفوا هذه التقارير الصحفية، إلا أنهم أعلنوا أن الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار بشأن القضية النووية الايرانية.
ويرى المحللون أنه من الصعب على الولايات المتحدة واسرائيل شن هجمات عسكرية ضد ايران لأن القوة العسكرية الايرانية كبيرة وموقعها الاستراتيجي هام ومنشآتها النووية منتشرة في عدة أماكن. بالإضافة إلى ذلك، الولايات المتحدة متورطة حاليا في مستنقع العراق ومن الصعب عليها إثارة نزاع آخر. على كل حال، إن ايران ما زالت تحتاج إلى ثلاث أو عشر سنوات لصناعة أسلحة نووية وذلك يوفر وقتا كافيا للولايات المتحدة واسرائيل للاستعدادات العسكرية. لذلك، هناك احتمال ضئيل لاندلاع مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة.
وأشار المحللون إلى أن المواجهة تزيد صعوبة التسوية الدبلوماسية للقضية النووية الايرانية. ويجب على الأطراف المعنية الحفاظ على الهدوء والصبر واتخاذ اجراءات بناءة لتسوية هذه الأزمة بشكل نهائي.