سولانا ولاريجاني اتفقا على مزيد من المباحثات (الفرنسية)
انتهت أمس الأحد ( 10 سبتمبر ) المحادثات التى جرت بين خافبر سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالإتحاد الأوروبي و على لاريجانى كبيرالممثلين الإيرانيين فى الملف بشأن القضية النووية الإيرانية، وأكد الجانبان أن هذه المحادثات التى بدأت منذ يوم السبت الماضي كانت مثمرة، واتفقا على مواصلة المحادثات فى الأسبوع المقبل. يرى المحللون أن ذلك يعنى أن الإتحاد الأوروبي يعمل الآن على استئناف المفاوضات النووية مع إيران، وإن ما يسعى إليه الأتحاد الأوروبي حاليا هو جعل القضية النووية الإيرانية تتطور باتجاه الحل السلم.
وبما أن إيران لم توقف عمليات تخصيب اليورانيوم قبل موعد الحادي والثلاثين من أغسطس الماضي الذى حدده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1696، شعر بعض الرأيا العام العالمي بالقلق إزاء تعقد الحل السلمى للقضية النووية الإيرانية ، ولكن من آخر تطورات الوضع يمكننا أن نرى أن مختلف الأطراف المعنية أظهرت رغبة قوية تتمثل فى حل القضية عن طريق مواصلة المفاوضات، وذلك باستثناء الولايات المتحدة التى تحاول بإلحاح دفع مجلس الأمن الدولي ليتبنى قرارا لفرض العقوبات على إيران. أما روسيا والصين فما زالتا تعارضان بحزم أن يتخذ مجلس الأمن الدولى إجراءات عقابية شديدة ضد إيران، وترى روسيا أن حل هذه القضية عن طريق المفاوضات ما زال الخيار الأول لها.
وأكد ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني مؤخرا أن حل القضية النووية الإيرانية من خلال الجهود الدبلوماسية هو مسيرة صعبة ومعقدة، مضيفا أن فرض العقوبات أو ممارسة الضغوط لا يمكنهما أن يساعدا فى تسوية هذه القضية، ويأمل الجانب الصيني أن تتحلى الأطراف المعنية بالمجتمع الدولي بالحذر إزاء فرض العقوبات على إيران، وتواصل بذل الجهود الدؤوبة من أجل حل القضية بشكل سلمي.
و فى بداية الشهر الحالي، قرر وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي مواصلة إجراء الحوار الجدي مع إيران، والسعى لحل هذه القضية عن طريق الوسائل الدبلوماسية. ويعتقد الإتحاد الأوروبي أنه رغم أن الرد الرسمي الذى تقدمت به إيران على مشروع الحوافز الذى طرحته الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن حل القضية النووية الإيرانية غير كامل، و وجود النقاط الغامضة، إلا أنه يجب إعطاء الفرصة إلى إيران لتوضيحها. لذلك قرر الإتحاد الأوروبي إرسال سولانا لإجراء المحادثات مع على لاريجاني.
ويرى الإتحاد الأوروبي أن إيران دولة ذات تأثيرات فى منطقة الشرق الأوسط، ولا يحتاج الغرب إلى التعاون مع إيران بشأن مسألة منع الانتشار النووي فحسب، بل يحتاج إلى التعاون معها فى سلسلة من القضايا مثل قضايا لبنان والعراق وفلسطين ومكافحة الإرهاب.
أما الموقف الأمريكي فما زال متشددا جدا، مطالبا إيران بضرورة وقف عمليات تخصيب اليورانيوم أولا، ثم بدء المفاوضات، وألا فستفرض العقوبات عليها. وكررت الولايات المتحدة أيضا أنها تسعى إلى مناقشة مشروع قرار لفرض العقوبات على إيران داخل مجلس الأمن الدولي.
ورغم تشدد الموقف الإيراني ، إلا أن المحللين يرون أن إيران لم تغلق باب المفاوضات. لذلك يرى الرأى العام فى العالم أنه يجب على إيران أن تنتهز هذه الفرصة لترد بصورة إيجابية على الجهود السلمية من قبل المجتمع الدولي والموقف المرن الذى أبداه الإتحاد الأوروبي لبذل الجهود من أجل حل القضية النووية عن الوسائل الدبلوماسية.