أعلن علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني وكبير المفاوضين النوويين أمس الثلاثاء (6 يونيو) في طهران أن المشروع الجديد لتسوية القضية النووية الايرانية والذي طرحته الدول الست يشمل "اجراءات ايجابية". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي توني سنو في اليوم نفسه إن رد الفعل الايراني هذا هو أمر مرض ويشير إلى أن ايران ستدرس المشروع الجديد بشكل جدي.
هذا وقد أجرى لاريجاني محادثات أمس مع المفوض الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في طهران والذي نقل له المشروع الجديد. وأضاف لاريجاني أن المحادثات كانت بناءة حيث ستعلن ايران ردا رسميا على المشروع الجديد بعد دراسة جادة، مشيرا إلى أن زيارة سولانا لبلاده تجسد رغبة دول الاتحاد الأوروبي في تسوية القضية عبر الحوار وذلك أمر جدير بالإشادة به. أما سولانا، فيرى أن محادثاته مع قادة ايران كانت ممتازة وبناءة.
وجدير بالذكر أن المشروع الجديد يؤيد البرنامج النووي المدني الايراني بما فيه بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف عبر مشاريع مشتركة وبناء منشأة لتخزين الوقود النووية، ويدعم هذا المشروع أيضا انضمام ايران إلى منظمة التجارة العالمية. كما وافقت الولايات المتحدة على بيع التقنيات الزراعية والطائرات المدنية إلى ايران.
هذا وظلت الولايات المتحدة تتخذ مواقف عدائية ومتشددة ضد ايران مما أبطل كثيرا من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الأطراف المعنية لتسوية القضية النووية الايرانية. إلا أنه بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها المجتمع الدولي خاصة روسيا والصين وألمانيا، عدلت الولايات المتحدة أخيرا سياساتها حيث وافقت على اجراء مفاوضات مباشرة مع ايران بشرط وقفها انشطة تخصيب اليورانيوم. ولا شك أن هذا التعديل يوفر احتمالا لتسوية القضية سلميا.
ويرى المحللون أن الحل الدبلوماسي للقضية النووية الايرانية بتطابق مع مصالح الجانبين الأمريكي والايراني وهو أيضا من متطلبات السلام والتنمية في العالم. إن ردود فعل الجانبين قد أظهرت أن المشروع الجديد أتاح فرصة جديدة لتوسية هذه القضية.
ولكن، فإن العداوة التي استمرت أكثر من 20 سنة بين الولايات المتحدة وايران لا يمكنها أن تزول خلال يوم واحد. كما أعلن لاريجاني أن المشروع الجديد ما زالت فيه نقاط غير واضحة. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مساء أمس بعد لقائه بخافيير سولانا إن الأوضاع الحالية لا تدعو إلى الافراط في التفاؤل.
ومجمل القول إنه ما زال من غير المؤكد ما إذا كانت المفاوضات حول القضية النووية الايرانية ستستأنف سريعا أو ما إذا كان من الممكن ايجاد حل تقبله كافة الأطراف بعد استئناف المفاوضات. إلا أن المجتمع الدولي يرغب في ابداء الجانبين الأمريكي والايراني اخلاصهما ومرونتهما إزاء الجهود المبذولة من أجل استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن، لأن المفاوضات أفضل من المواجهة على كل حال.
