أكد حميد رضا آصفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس الأحد ( 12 مارس ) أن المقترح الروسي حول تخصيب اليورانيوم لم يعد واردا، وأن بلاده لن توقف أعمال تخصيب اليورانيوم مرة أخرى. وأخذ هذا الموقف الإيراني الذى أصبح صلبا أكثر فأكثر يثير اهتماما لدى الدول الأخرى.
وأوضح حميد رضا آصفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية فى مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد فى طهران أن إيران لن توقف أعمال تخصيب اليورانيوم، وستفكر أيضا فى استئناف أعمال تخصيب اليورانيوم الواسعة النطاق خلال الأيام المقبلة على أساس ما تتوصل إليه الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي أثناء مشاوراتها. وأضاف أنه انطلاقا من تغير الوضع فى القضية النووية الإيرانية فإن إيران تعتبر الاقتراح التى تقدمت به روسيا حول نقل أعمال تخصيب اليورانيوم إلى داخل الأراضي الروسية غير وارد.
" إن الوضع الحالي قد تغير، وأصبح الاقتراح الروسي خارج نطاق تفكيرنا. وإننا ننتظر الآن نتيجة المشاورات التى تجريها الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي، ولن تتخلى إيران عن مصالحها."
وبشأن انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية من عدمه قال مانوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني إنه إذا رأت إيران أن السياسة الحالية بشأن القضية النووية لا تضمن المصالح الإيرانية المشروعة، فإنها ستفكر فى كل الاحتمالات.
والجدير بالذكر أن اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أنهى مناقشات حول القضية النووية الإيرانية يوم الأربعاء الماضي، وقرر إحالة تقرير محمد البرادعى مدير عام الوكالة إلى مجلس الأمن الدولي. وأجرى مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة مرتين حول هذه القضية، إلا أنهم لم يتوصوا إلى اتفاق نتيجة وجود خلافات بينهم. قال الممثل الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة:
" إن الوسيلة الوحيدة لحل القضية النووية الإيرانية هى وقف إيران فورا برنامجها النووي. وإن هذه القضية بسيطة ومباشرة أيضا. ويتعين على إيران التنفيذ الدقيق لما تنص عليه القرارات المعنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية."
أما الجهود التى تبذلها الأطراف المعنية لحل القضية سلميا فهمى متواصلة، حيث أكد كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة أن أفضل وسيلة لحل هذه المشكلة هى مواصلة المفاوضات وقال :
" رغم أن هذه القضية قد تمت إحالتها إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أن المفاوضات يجب أن تستمر".
ودعت انجيلا ميركل مستشارة ألمانيا بعد لقاء مع محمد حسني مبارك الرئيس المصرى يوم السبت الماضي فى برلين دعت إلى حل القضية النووية الإيرانية بوسيلة دبلوماسية. إذ قالت :
" إن المسيرة الدبلوماسية لحل هذه القضية لم تنته بعد، وإن حكومتى ألمانيا ومصر تعتقدان بالإجماع أنه لابد أن تحقق الجهود الدبلوماسية نجاحا."
ولاحظ المراقبون أن إيران الدولة الكبيرة المنتجة للنفط لم تستخدم هذه المرة "سلاح النفط " للرد على الضغوط الهائلة التى تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأكد مانوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني أمس الأحد إن إيران لن تلعب ورقة النفط:
" باعتبار أن إيران ممون مستقر ومأمون للطاقة فإنها مصممة على مواصلة تقديم طاقة النفط إلى الدول الآسيوية المحتاجة إليه، وإن إيران لن تستخدم النفط كسلاح دبلوماسي."
هذا وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا كاملا فى الأسبوع الحالي للاستماع إلى تقرير محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فلنتظر كيف ستتطور القضية النووية الإيرانية فى المستقبل.