عقد مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاثنين (12 يونيو) بفيينا إجتماعا بشأن القضية النووية الايرانية. ويرى المحللون أن هذا الاجتماع الذى يستغرق أسبوعا سيراجع تقريرا جديدا قدمه المدير العام للوكالة محمد البرادعى ويناقش القضية النووية الايرانية خصيصا، ولكنه لن يجيز أى قرار لكى يهئ جوا ملائما من اجل حل دبلوماسى للقضية.

جاء هذا الاجتماع فى ظل تحقيق تقدم معين فى كسر جمود الوضع لحل القضية النووية الايرانية بعد بذل المجتمع الدولى جهودا متواصلة. و فى الاسبوع الماضى قدم المفوض الاعلى لسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبى خافيير سولانا الى ايران المشروع الجديد حول حل القضية النووية الايرانية المطروح من قبل الدول الاعضاء الدائمة الخمس بمجلس الامن الدولى والمانيا، مما أتاح فرصة جديدة لحل دبلوماسى للقضية . وبعد ذلك أكدت ايران أن هذا المشروع يضم " نقاط ايجابية " معبرة عن رغبتها فى إجراء مفاوضات غير مشروطة مع مختلف الاطراف. ولكن وفقا لتقرير البرادعى المقدم فى يوم الخميس الماضى، فإن ايران قد أعادت أعمالها فى إعداد المواد ل164 ماكنة للطرد المركزى الى جانب تركيب ماكنات جديدة للطرد المركزى نفس اليوم، كما رفضت وضع رجال التفتيش الدوليين أجهزة المراقبة. وكان وزير الخارجية الايرانى منو شهر متقى، قد عبر عن أن بلاده قد تقدم مقترحات إضافية فى مشروع الدول السداسية أو تطرح مشروع حل جديدا لها. وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام امس أن ايران تدرس حاليا مشروع الدول السداسية بصورة جدية وشاملة بهدف حل القضية مؤكدا أنها " لن تجرى مفاوضات مع اى شخص بشأن حقها المشروع فى معالجة الوقود النووي ."

وفى ذات الوقت، عبر الرئيس الامريكى جورج ووكر بوش عن أنه أمام ايران عدة أسابيع فقط وليس أشهرا لدراسة مشروع الدول السداسية. ونشر كل من الجانب الامريكى والاتحاد الاوروبى فى الاجتماع المذكور أيضا " وثيقة المقترحات" لدعوة ايران الى اجراء المفاوضات بشأن القضية، حيث حذرت الولايات المتحدة أيضا أنه إذا رفضت ايران هذا المشروع، فستبحث عن اجراءات معينة بما فيها تقديم القضية الى مجلس الامن الدولي لاجبار ايران على تغيير موقفها. وأشار الاتحاد الاوروبى فى الوثيقة الى ان أهم خطوة لحصول ايران على ثقة المجتمع الدولى هى التوقف الشامل عن جميع الانشطة النووية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم ، وإذا لم تتنازل فلا خيار لمجلس الامن الدولى إلا فرض الضغط عليها.

ودعا السفير الايرانى لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اصغر سلطانية فى الاجتماع الدول الغربية ألا " تعيد شكاواها لايران لتجنب إتخاذ اى عملية غير

صالحة للوضع الحالى، ونحتاج الان الى مناقشة بناءة بهدوء وصبر كبير."

وأمام أصوات مختلفة من الاطراف، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى فى الاجتماع مرة أخرى ايران الى تعزيز التعاون مع المجتمع الدولى لتسريع حل القضية النووية الايرانية سلميا معبرا عن أنه على ثقة بان اسلوب حل القضية سيأتى من الحوار والتفاهم بين مختلف الاطراف .