أصبح مشروع الدول الست حول حل القضية النووية الايرانية والذي قدمه خافيير سولانا المفوض الاعلى المسؤول عن الشؤون الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبى لايران مؤخرا، أصبح نقطة ساخنة تجذب أنظار وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية فى الايام الاخيرة، طرح هذا المشروع حوافز تشجيعية وعقابية شاملة بهدف كسر الجمود الحالي فى القضية النووية الايرانية، ومن ضمنه السماح لايران بتطوير أنشطة تخصيب اليورانيوم داخل حدودها فى المستقبل. وأشار المحللون الى أن هذا يعتبر أكبر تنازل أمريكي وأوروبي فى القضية الايرانية.
ومن ضمن التنازلات الامريكية والاوروبية فى المشروع الجديد، السماح لايران بتخصيب اليورانيوم داخل حدودها فى المستقبل، ولكن بشرط مسبق وهو أن توقف ايران جميع أنشطتها النووية الحساسة التى تقوم بها حاليا، والتوقف مؤقتا عن كل أنشطتها النووية أثناء المفاوضات التى يحتمل إستئنافها وإتاحة الفرصة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاعلان نتائج تفتيشها النووى فى ايران للتأكد من أن تلك الانشطة النووية تعمل لاغراض سلمية حقا. وفى الوقت نفسه، عبرت الولايات المتحدة لاول مرة عن رغبتها فى المشاركة في المفاوضات بالقضية النووية مع ايران وبمشاركة الاتحاد الاوروبى.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن القضية النووية الايرانية إذا وصلت إلى طريق مسدود فإن ذلك سيسبب ارتفاع أسعار النفط، لان ثلث صادرات النفط فى العالم تمر من مضيق هرمز، وإذا أغلق هذا المضيق، فقد يرتفع سعر برميل النفط إلى 150 دولارا امريكيا. ومن المتوقع أنه إذا أغلقت ايران هذا المضيق لثلاثة أشهر، فإن مجمل الناتج المحلي الأمريكي سينخفض 4% أو 5%، وترتفع نسبة البطالة 2% .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة ترى أن ايران لها ضلع كبير في القضية العراقية. فأعمال العنف والارهاب داخل العراق تحدث بلا إنقطاع ولم يتحسن الوضع الامني حتى الان، وهذا بالطبع يسبب احراجا للحكومة الامريكية. وفى ظل هذا الوضع، فلا بد أن يفكر الجانب الامريكى فى تأثيرات ايران على قوى الشيعة بالعراق.
كما أن الرئيس الامريكى جورج ووكر بوش يجب عليه أن يفعل شيئا فى القضية النووية الايرانية قبل المرحلة المتوسطة من الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر القادم ليضمن الفوز. الواضح أن اللجوء إلى القوة العسكرية ضد ايران أمر غير مرغوب فيه، لان الشعب الامريكى قد عبر عن معارضته إلى حد كبير للحرب العراقية وتورط الحكومة الأمريكية في مستنقع الحرب هناك.
ظلت روسيا والصين وغيرهما من الدول متمسكة بحل القضية النووية الايرانية عبر المفاوضات. واكتشفت الولايات المتحدة هكذا أنه قبل فشل جميع الوسائل الدبلوماسية لحل هذه القضية ، يصعب عليها إقامة جبهة دولية لمعارضة ايران.
أما ايران فترى أن تنازلات الدول الغربية تعنى نجاحها المبدئى. وإن نواة النزاعات فى القضية النووية الايرانية التى إمتدت ثلاثة أعوام هى هل لايران الحق في تخصيب اليورانيوم؟ والان، إعترف الغرب بهذا الحق واقعيا، وهذا بلا شك خلق شروط ملائمة لحل " عقدة محكمة " فى هذا القضية. قال الرئيس الايرانى أحمدى نجاد فى اجتماع عقد أمس الخميس إن مقاومة الايرانيين قد تغلبت على الغربيين، وبلاده مستعدة لاجراء المفاوضات مع جهات مختلفة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
