اجرى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبى خافيير سولانا محادثات مع كبير المفاوضين الايرانيين فى القضية النووية الايرانية على لاريجانى مؤخرا، وقد حققت هذه المحادثات بعض النتائج حسب ما يقول المحللون، واشاروا الى ان اوروبا تحاول ، بعد تفكير عميق، مواصلة لعب "دور خاص" فى القضية النووية الايرانية .
ومنذ ان اعربت الولايات المتحدة عن شكوكها فى الاهداف السلمية لبرنامج ايران النووى فى مارس عام 2003، ظلت القضية النووية الايرانية تسير على طريق متعرج ، وإذا عدنا الى الوراء ، نجد ان اوروبا بصفتها وسيطا فى القضية قد لعبت دورا هاما فى هذا الخصوص.
خاصة ان الدول الثلاث فرنسا والمانيا وبريطانيا، قد قررت تحمل مهمة الوساطة فى تسوية القضية الايرانية محاولة ارضاء مطالبة ايران المعقولة عبر المفاوضات المباشرة مقابل تعاونها فى الملف النووى بشكل لا يعطى الولايات المتحدة اى حجة لفرض العقوبات علي ايران. وعلى ضوء ذلك، تم التوصل الى " اتفاقية باريس" بين الدول الثلاث وايران فى نوفمبر عام 2004، وبالتالى توقفت ايران طوعا عن تخصيب اليورانيوم فى نفس الشهر ، ولم تلبى هذه النتيجة الاولوية سياسة التشدد الامريكية فحسب، بل كانت تجربة ناجحة لتنفيذ الاتحاد الاوروبى سياسته الدبلوماسية الموحدة .
معروف ان الولايات المتحدة ظلت تطبق سياسة متصلبة تجاه ايران ، إلا انها لم تجن اى ثمرة من ذلك. وفى الوقت نفسه، تورطت فى مستنقع عميق بعد شن الحرب على العراق، لذلك ، يمكن القول انها لم يعد لديها قوة كافية لشن حرب أخرى لا تضمن نتيجتها ، بل ان حرب العراق قد خلقت انشقاقات كبيرة فى العلاقات بين الدول على جانبى الاطلنطسى ، الامر الذى دفع الولايات المتحدة الى ممارسة تنسيقات جديدة فى سياساتها ازاء ايران . لذا، وفى مارس من العام الماضى، اعلنت الولايات المتحدة دعمها لاجراء المفاوضات بين الاتحاد الاوروبى وايران بشأن القضية النووية الايرانية ، وهذا يوضح ان الولايات المتحدة بدأت تقترب من موقف الاتحاد الاوروبى، وهذا يعتبر نصرا صغيرا فى تطبيق الاتحاد الاوروبى سياساته الخارجية.
ولكن بعد صعود الحكومة الايرانية الجديدة برئاسة الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد ، المسرح السياسى فى اغسطس عام 2005، ظهرت تحولات كبيرة حيث استأنفت ايران انشطة تحويل فلزات اليورانيوم وانشطة البحوث المتعلقة بتخصيب اليورانيوم من جديد، معلنة انها خصبت اليورانيوم على مستوى منخفض. ثم قطع الاتحاد الاوروبى مفاوضاته مع ايران فى هذا الشأن . ولم يدفع موقف ايران المتصلب هذا الاتحاد الاوروبى نحو الجانب الامريكى فحسب، بل جعل الاخير يتقدم من الخلف الى الامام، وينتهز الفرصة من جديد فى هذه القضية . وبالرغم من ذلك، مازال الجدال مستمرا داخل الاتحاد الاوروبى حول مواصلة اتخاذ موقف متصلب ام مرن نحو ايران ؟
وقالت السيدة بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبى اول امس انه اذا واصلت ايران الاستخفاف بقرار مجلس الامن الدولى، واذا فشلت جميع الجهود الدبلوماسية فى هذا المجال، فمن المحتمل ان يفقد " الدور الخاص " للاتحاد الاوروبى فى تسوية القضية النووية الايرانية قوته ايضا .