ألغى خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي وعلى لاريجاني كبير الممثلين الإيرانيين للقضية النووية الإيرانية أمس الأربعاء ( 13 سبتمبر )، خطة المحادثات المزمع عقدها اليوم الخميس، و قررا إجراء المحادثات على مستوى مساعديهما. الجدير بالذكر أن سولانا و لاريجاني قد أجريا يومي السبت والأحد الماضيين محادثات مثمرة. وذكر متحدث باسم خافير سولانا أن المحادثات المباشرة التى قد سيجريانها ستتوقف على تطورات اللقاء بين مساعدونهما اليوم الخميس.
وذكر أنه بمرور الأيام تتصاعد الأصوات المعارضة لفرض عقوبات على إيران من داخل الإتحاد الأوروبي. من الناحية الاقتصادية، كانت هناك علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة بين جميع دول الإتحاد الأوروبي وإيران، وإن الإتحاد الأوروبي الذى يعتبر أكبر مستورد للنفط الإيراني، لا يرغب فى إثارة إيران التى تعد رابع أكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم. ومن الناحية السياسية والاستراتيجية، يأمل الإتحاد الأوروبي بصورة أكثر فى حل القضية النووية الإيرانية من خلال الوسائل السلمية، وذلك من أجل تكريس مفاهيمها الدبلوماسية أمام العالم، وإعطاء درس لحليفته الولايات المتحدة التى ترعب فى استخدام القوة وتغرق فى مستنقع الحرب العراقية، وكذلك من أجل توسيع نفوذه فى الشرق الأوسط والأدنى و فى العالم كله. ولا ينوى الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إيران، لذلك ما زال يتمسك بموقف حل القضية النووية الإيرانية بالوسائل السلمية رغم أن الولايات المتحدة سعت مرارا إلى فرض عقوبات فورية بعد انتهاء الموعد الذى حدده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1696 الذى طالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم قبل 31 أغسطس الماضي.
ومن جانب آخر، كانت إيران قد أظهرت موقفا مرنا بعض الشيئ خلال الأيام الأخيرة. و قبل إجراء المحادثات مع سولانا، زار لاريجاني معظم دول الإتحاد الأوروبي لتوضيح الموقف الإيراني، وذلك من أجل كسب دعمها. وفى الوقت نفسه أكد محمد خاتمى الرئيس الإيراني السابق خلال زيارته للولايات المتحدة أن إيران تؤيد إجراء مفاوضات بدون شروط مسبقة، قائلا إنه إذا رغبت الدول الغربية فى إجراء مفاوضات، فيمكننا أن نفكر فى مناقشة وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم. علما أن لاريجاني قد أعرب خلال المحادثات مع سولانا عن رغبة إيران فى وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم لمدة شهرين.
ومن جانب آخر، تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية أحادية الجانب على إيران منذ أكثر من 20 سنة. و إذا فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليها، فذلك سيلحق المزيد من الإضرار بإيران ، لذلك تحاول إيران تجنب حدوث ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، لاحظت إيران أن روسيا و الصين تواصلان معارضة فرض عقوبات على إيران داخل مجلس الأمن الدولي، و إذا قدمت إيران بعض تنازلات، يمكنها أن تكسب بعض الوقت لوضع الولايات المتحدة فى عزلة.
ومجمل القول، أن مواصلة الحوار يجب أن تكون أفضل خيار للاتحاد الأوروبي وإيران فى الوقت الحالي. وإذا تواصلت المحادثات، يمكن للجانبين إزالة الخلافات تدريجيا، وتعزيز الثقة، و إيجاد حل يقبله الجانبان. ولكن القضية النووية الإيرانية قضية معقدة وتتعلق بمجالات السياسة والأمن والطاقة والاقتصاد، لذلك فإن طريق الحوار بين الجانبين سيكون مليئا بالعقبات.
