بعد ان قدم سولانا الممثل الاعلى عن السياسات الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبى لايران في السادس من الشهر الحالى المشروع الجديد الذي تقدمت به الدول الست روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا لحل المشكلة النووية تحولت انظار الرأى العام الغربى الى تساؤل يقول متى ستعطى ايران ردها على هذا المشروع؟ يبدو ان الجانب الغربى ينتظر الرد الايرانى بتلهف الا ان الجانب الايرانى غير متعجل في ذلك.
الولايات المتحدة هى اشد الدول الغربية تلهفا للرد الايرانى. وكانت تأمل في ان تبدى ايران ردها على مشروع الدول الست قبل نهاية يونيو الحالى مهددة بأن صبرها محدود. وكان الرئيس الامريكى بوش قد ذكر ان ايران يجب عليها أن ترد خلال اسابيع. لكن مع الاسف فان آخر التطورات قد خيبت أمل الولايات المتحدة. اذن ما السبب الذى يدفع الدول الغربية الى حث ايران على الرد؟ الاجابة تتمثل فيما يلى: اولا الدول الغربية لا تريد اعطاء فرصة لايران لادخال تعديلات على المشروع اى تريد قبول ايران بها كلية. ثانيا الدول الغربية قلقة من محاولات ايران لكسب المزيد من الوقت لرفع مستواها في تخصيب اليورانيوم والحصول على افضل مكانة في المفاوضات النووية التى قد تستأنف قريبا.
من الجانب الايرانى ذكر الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد يوم الاربعاء الماضى لاول مرة ان ايران سترد على مشروع الدول الست في الثانى والعشرين من اغسطس المقبل. الا انه من الملاحظة ان المسؤولين الايرانيين تتضارب تصريحاتهم بشأن موعد الرد. اذ ذكر وزير الخارجية الايرانى منو شهر متقى اثناء مقابلة له مع مراسل مجلة " ذه ستار" الالمانية ان بلاده قد ترد رسميا على المشروع قبل قمة مجموعة الدول الثمانى في الخامس عشر من يوليو المقبل. غير ان متقى قال خلال حضوره للمؤتمر الأول لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في الرابع والعشرين من الشهر الحالى بجنيف انه من غير معقول الزام ايران بالرد على مشروع الدول الست قبل عقد قمة مجموعة الدول الثمانى بسانت بيترسبورغ. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حامد رضا آصيفى يوم الاحد الماضي انه على الولايات المتحدة والدول الاوروبية التحلي بالصبر انتظارا للرد الرسمي الايرانى على المشروع لان ايران تبحث الآن هذا المشروع ولا تريد التضحية بمصالحها في مقابل الرد السريع.
الرؤية العامة ان المسؤولين الايرانيين يختلفون ايضا في مواقفهم من المشروع هذا الى جانب تباين تصريحاتهم بشأن موعد الرد. الامر الذى يظهر اختلافات الرأى داخل الحكومة الايرانية بشأن مشورع الدول الست. اما اتفاق الاراء فيحتاج الى وقت.
ايران تعرف ان افضل رد على المشروع هو القبول المشروط لهذا المشروع لانها تعتقد ان تهذا المشورع يحمل تنازلات اكثر وتضيف جاذبية اكبر لايران رغم ان هذا المشروع يشمل شرطا مسبقا وهو الوقف المؤقت لتخصيب اليورانيوم. فاذا رفضت ايران هذا المشروع فانها ستعطى الفرصة للولايات المتحدة لتشكيل تحالف ضدها على الصعيد الدولى كما ستتسبب في مشاكل لروسيا والصين اللتين ظلتا تسعيان وراء حل المشكلة النووية الايرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية. اذن ما هو القبول المشروط ؟ ربما سنعرف ذلك من خلال المباحثات التى ستجرى بين الممثل الأعلى سولانا والمسؤولين الايرانيين الاسبوع القادم بطهران.
