بعد أن أعلن الرئيس الايرانى محمود أحمدى نجاد يوم الثلاثاء ( 11 ابريل ) أن ايران قد نجحت في انتاج اليورانيوم المخصب بنقاوة وصلت الى 3.5% عبرت الاطراف المختلفة المشاركة في تسوية القضية النووية الايرانية عن استنكارها كما ابدت مواقف متباينة بخصوص هذا الامر.
كان الموقف الامريكى أكثر شدة حيث قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في كلمتها في وزارة الخارجية الامريكية إن اعلان طهران هذا الامر يدل على أنها لم تلتزم بمطالب المجتمع الدولى والامر يدعو مجلس الامن الدولى هنا الى اتخاذ اجراءات قوية للتعامل مع ايران ليحافظ على مصداقيتها أمام المجتمع الدولى. ولم تحدد رايس ما تقصده بالاجراءات القوية الا أن الناطق باسم البيت الابيض الامريكى سكوت مايكلالن قال بوضوح إنه لا يستبعد احتمالات فرض العقوبات على ايران.
أما لكوفى أنان أمين عام الامم المتحدة وجاك سترو وزير الخارجية البريطانى فكانت مواقفهما معتدلة. إذ قال أنان أمس الاربعاء إنه يتمنى أن يقنع محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء زيارته طهران عما قريب ايران باستئناف المفاوضات مع المجتمع الدولى للوصول الى حل سلمي. وعبر وزير الخارجية البريطانى جاك سترو في نفس اليوم عن قلقه من اعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم قائلا إن الاعلان الايرانى الاخير قد قوضت ثقة المجتمع الدولى في الحكومة الايرانية وحث ايران مرة أخرى على وقف نشاطاتها النووية الحساسة فورا والعودة الى مائدة المفاوضات.
وعبرت كل من فرنسا والمانيا عن استنكارهما لاعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم. الا أن الموقف الروسي بخصوص هذا فكان حذرا. إذ صرح وزير الخارجية الروسى أمس الاربعاء بأن ايران بنحاحها هذا قد خطت خطوة خاطئة محذرا من احتمال زيادة تدهور الموقف. وفي نفس الوقت فإن روسيا يعارض بصورة قاطعة استخدام القوة ضد ايران.
أما الصين فما زالت تأمل في حل المشكلة النووية الايرانية عبر الوسائل الدبلوماسية وتدعو من خلال ممثلها في الامم المتحدة وانغ قوان يا مختلف الاطراف الى ضبط النفس وعدم اتخاذ اجراءات قد تؤدى الى زيادة تدهور الوضع.
مجمل القول هنا إن ما قامت به ايران من تخصيب اليورانيوم مؤخرا قد أدخل المشكلة النووية الايرانية الى مرحلة أكثر حساسية. ايران بنحاحها في تخصيب اليورانيوم هل ستتعرض لضربة عسكرية امريكية ؟ هذا التوجس بالطبع يساور ويوسوس في عقل المجتمع الدولى مع مرور الايام. الا أن الرؤية العامة تقول إن مواقف الدول الكبرى المتباينة قد أظهرت أن الولايات المتحدة اذا فكرت في توجيه ضربة عسكرية فإنها ستواجه تحديات أكبر مما واجهت حينما قامت بضرب العراق. ولعل ذلك مردود للاسباب التالية.
اولا قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لايران تواجه بشكوك المجتمع الدولى وها هى بريطانيا ترفض التحالف مع امريكا مرة اخرى فالحال ليس كما كان مع العراق كما تمسكت مع سائر الدول الاوروبية بحل المشكلة النووية الايرانية من خلال المفاوضات.
ثانيا ايران لم تنجح في اقناع بريطانيا وفرنسا والمانيا بالموافقة على استخدام الطاقة الذرية في الاغراض السلمية فحسب بل اقنعت روسيا وستقنع عددا من الدول الاسوية ايضا للاتفاق معها على هذا الشأن مما يصعب على الولايات المتحدة في تنفيذ استراتيجيتها.