مر أسبوعان على اطلاع مجلس الامن الدولى على القضية النووية الايرانية دون التوصل الى الاتفاق في الاراء بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولى. ويرى المراقبون أنه أمام الاطراف المعنية بالقضية خيارات هامة تشكل عنصرا هاما لحل القضية النووية الايرانية.
هذا وأجريت مشاورات يوم الاثنين ( 20 مارس ) بين الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول الترويكا الاوروبية أى بريطانيا وفرنسا والمانيا حول القضية النووية الايرانية إلا أن الاطراف لم تتوصل الى اتفاق. حيث دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الى تقديم الملف النووى الايراني الى مجلس الامن الدولى وإجازة بيان رئاسى شديد اللهجة حول مسودة قرار. وتطالب المسودة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم تقرير آخر حول آخر تطورات القضية النووية الايرانية الى مجلس الامن الدولى خلال 14 يوما. أما روسيا والصين فهما تريان أن 14 يوما مهلة قصيرة لا تكفى وتأمل روسيا في تمديد هذه المهلة الى يونيو المقبل موعد الاجتماع المقبل لمجلس محافظى الوكالة. والخلاف الثانى بين الجانبين هو الدور الذى تلعبه الوكالة في الوقت الحاضر. إذ ترى روسيا والصين أنه يجب على مجلس الامن الدولى تأييد الوكالة فى التوصل الى حل مشكلة الملف النووي بنفسها بدلا من أن يحل المجلس محلها في ذلك ومواصلة بحث حل القضية النووية الايرانية عبر الطرق الدبلوماسية وفي إطار الوكالة.
أما إيران فموقفها ما زال متشددا ولا تريد تقديم أى تنازلات. مما خيب أمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا الدول الثلاث التى تشارك مباشرة في حل القضية. ليس هذا فقط بل البرادعى مدير عام الوكالة بدأ يفقد صبره. إن موقف ايران المتشدد قد دفع دول الترويكا لوضع يدها في يد الولايات المتحدة بشأن الملف النووى الايرانى وأتاح فرصة للولايات المتحدة للقيام بدور أساسى في القضية. ويرى الرأى العام الاوروبى أن الاوان قد فات على ايران التى كانت تحاول بنوع من المراوغة استغلال الخلاف بين الترويكا والولايات المتحدة. فإذا تحول النزاع بين الولايات المتحدة وايران حول القضية النووية الايرانية الى صدام عسكرى فإنه لا يمكن إستبعاد امكانية توحيد الصفوف والمواقف بين الدول الاوروبية وحلف الناتو.
الموقف الامريكى من هذه القضية ازدادت شدته مع مرور الايام خلال هذه الفترة. حيث قال الرئيس الامريكى بوش في تقرير حول استراتيجية الأمن القومي إن ايران قد تشكل أكبرتهديد للولايات المتحدة. كما حذر ايران قائلا إن الولايات المتحدة جاهزة لحماية اسرائيل ولو بالقوة اذا احتاج الامر.
أما ايران فمتفائلة لتطورات الاوضاع. اذ ترى أن الحكومة الامريكية تواجه ضغوطا سياسية كبيرة بسبب تورطها في المستنقع العراقى والفضائح السياسية بها. واسرائيل تواجه الآن واقع ظهورحركة حماس وتئن الآن من النزاعات الحزبية داخلها. والى جانب ذلك فإن الرسوم الكاركاتورية الدانماركية المسيئة لنبى الاسلام أثارت استياء وسخط المسلمين في العالم كله. الامر الذى أظهر التباين الدينى والثقافى بين العالمين الاسلامى والغربى. كما أن ايران تعلق أملها على روسيا التى تحافظ على علاقات اقتصادية هامة معها في أن تؤيدها في مجلس الامن الدولى معتقدة أن الولايات المتحدة لا تستطيع في ظل هذه الظروف حشد القوى الداخلية والخارجية لضربها عسكريا.
بالطبع فإنه يجب على الجانبين تضييق الفجوة بينهما من أجل ايجاد حل سياسى للمشكلة النووية الايرانية. وإلا فإن الصدام سيكون مروعا وليس في صالح أحد.
