خلال اجتماعه مع عمر البشير الرئيس السودانى قال الزعيم الروحى الايرانى على خامينئى أمس الثلاثاء ( 25 ابريل ) في طهران ان ايران تستعد لنقل خبرات ومعارف وتكنولوجيا حصل عليها الخبراء الايرانيون في الطاقة النووية الى دول اخرى. يرى المحللون أن هدف ايران من طرح هذا الموقف عند اقتراب الموعد الذى ستتقدم فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقرير حول آخر تطورات المشكلة النووية الايرانية هو محاولة اجبار الدول الغربية على التنازل عن موقفها من الملف النووى الايرانى.

في نفس اليوم الذى اعلن فيه الزعيم الروحى خامينئى هذا الكلام ذكر على لارجانى كبير المفاوضين الايرانيين أن ايران ستقطع علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووى اذا تعرضت ايران لعقوبات مجلس الامن الدولى وأن ايران لن توقف برنامجها النووى حتى ولو تعرضت لضربات عسكرية. وأنها ستقوم بابحاثها النووية بصورة سرية. وقد ذكر الرئيس الايرانى محمود احمدى نيجاد في مقابلة صحفية أن مجلس الامن الدولى عليه أن يحل هذه المشكلة في اطار القانون وان ايران ستعيد النظر في سياستها النووية اذا حاولت الدول الغربية حرمانها من حقها الشرعي.

الرؤية العامة تقول ان الاسباب التى تقف وراء تصلب الموقف الايرانى تعود الى ما يلى:

اولا ان ايران تعتقد انها لم تخالف القواعد الدولية في المجال النووى ولم تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووى وابدت رغبتها في قبول تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لذلك فإن مجلس الامن الدولى لن يقوم بفرض عقوبات عليها في الوقت الراهن.

ثانيا أن الايرانيين يرون أن الدول الغربية لم تكن عادلة في مواقفها من الملف النووى الايرانى. فقد جاء في آخر استطلاعات الرأى العام أن 85.4% من الايرانيين يرون أن افضل اسلوب لحل المشكلة النووية الايرانية هو مواصلة الابحاث النووية. لان لبلادهم الحق في امتلاك التكنولوجيا النووية طالما أن هناك دولا اخرى مثل اسرائيل والهند وباكستان تمتلك تكنولوجيا نووية. وان منع الدول الغربية ايران من امتلاك التكنولوجيا النووية يمثل احتقارا وتمييزا بينها وبين دول اخرى.

ثالثا ان الخلافات بين دول مجلس الامن الدولى حول الملف النووى الايرانى ما زالت كبيرة. ومن الصعب على الولايات المتحدة دفع مجلس الامن الدولى الى اصدار قرار بفرض عقوبات على ايران، لان روسيا والصين تعارضان بشدة فرض العقوبات على ايران لاسباب سياسية ومصالح اقتصادية. فخلال السنوات الاخيرة جذبت ايران الدول الكبرى باستثناء الولايات المتحدة الى اسواقها البترولية وكونت معها علاقات اقتصادية وثيقة. واذا فرضت العقوبات على ايران فان مصالحها الاقتصادية بالطبع ستتعرض لخسائر.

ويرى الرأى العام ان سبب عدم سماح امريكا لايران بامتلاك التكنولوجيا النووية هو ان الولايات المتحدة تعتبر ايران احدى دول المحور الشر ومصدر الارهاب. والولايات المتحدة هكذا ترى انه اذا امتلكت ايران التكنولوجيا النووية فان دولا اخرى لها طموحات نووية ستفعل مثلما تفعل ايران وهكذا تصبح معاهدة حظر الانتشار النووى بلا قيمة.