قام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقى أمس الاثنين (20 فبراير) بزيارة لمقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل لكسر جمود القضية النووية الإيرانية. وفي اليوم نفسه، أجري ممثلو إيران وروسيا في موسكو محادثات حول هذه القضية ايضا. الرأية العامة أنه على الرغم من ان هذه الأنشطة الدلبوماسية الإيرانية لم تحقق نتائج حقيقية لكنها فتحت النافذة لحل القضية النووية الإيرانية في المستقبل.
وفي بروكسل، أجرى متقى محادثات مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية الاوروبية بنيتا فيريرو فالدنر والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا. وقال متقى بعد المحادثات إن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات في قضية انتاج الوقود النووي وستفكر في الاقتراح الروسي حول نقل انشطة تخصيب اليرانيوم الى روسيا لكنه أكد ضرورة مواصلة إيران البحوث النووية وضمان حقوق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وأضاف أنه لا يوجد دليل على أن إيران خالفت مبدأ استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وأن محاولة الدول الغربية لمعاقبة إيران من خلال مجلس الأمن الدولي خطأ وقد انتهى زمن التهديدات ولا يمكن لمجلس الأمن الدولي ان يصبح لعبة في يد بعض الدول.
هذا وقال متحدث باسم فالدنر لوسائل الإعلام إن الجانب الاوروبي دعا مرة أخرى إيران الى وقف تنفيذ برنامجها النووي وما زال يرى أن هناك إمكانية لحل القضية النووية الإيرانية عبر الوسائل الدبلوماسية، مؤكدا ان الاتحاد الاوروبي لا يريد عزل إيران ويتمنى ألا تعزل إيران نفسها. وقال سولانا بعد المحادثات إن متقى لم يطرح أي اقتراح جديد في المحادثات وأن موقف إيران لم يتغير جوهريا. كما حث سولانا إيران على تغيير موقفها قبل اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذه القضية في ال6 من الشهر المقبل، محذرا إيران من مغبة ما سيحدث.
وفي الوقت نفسه، أجرى نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني على حسيني تاش ونظيره الروسي فالنتين سوبوليف الجولة الأولى من المحادثات حول إنشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم في الأراضي الروسية. واتفق الجانبان على مواصلة المحادثات. وقد علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على محادثات أمس قائلا إن الوقت ما زال مبكرا للتحديث عن نتائج المحادثات لكنه واثق من إمكانية لحل القضية النووية الإيرانية في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، داعيا إيران الى وقف أنشطة تخصيب اليرانيوم والمحافظة على الاتصالات بالأطراف المعنية للتوصل الى حل مقبول يرضاه الجميع. لكن المحطة التلفزيونية الإيرانية افادت أن تاش قد أكد مجددا قبل بدء المحادثات أن إيران ستواصل البحوث النووية وإن توصلت مع روسيا الى اتفاق ما وأن إيران لن تتنازل عن حقوقها الأساسية.
وأشار المراقبون الى ان هذه الانشطة الدبلوماسية الإيرانية قد أوضحت مرة أخرى الاستراتيجية المرنة الإيرانية. حيث استأنفت إيران جزءا من انشطة تخصيب اليورانيوم قبل اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر عقده في ال6 من الشهر المقبل لتعلن أنها لن تتخلى عن حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وأنه لا بد أن تجرى المحادثات على هذا الاساس. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإن إيران قد استأنفت المحادثات مع الاتحاد الاوروبي وروسيا في الوقت الذي تتدهور فيه الأوضاع لتخفيف الضغوط من الدول الغربية خاصة من الولايات المتحدة.
ويرى المحللون أنه على الرغم من عدم تحقيق هذه الانشطة الدبلوماسية نتائج حقيقية لكنها تدل على أن إيران لا تريد أن تتطور القضية النووية وتتحول الى أزمة شاملة تضر بمصالحها الوطنية وما زالت هناك إمكانية لتوصل مختلف الأطراف الى اتفاق مرة أخرى.
