ذكر سيرجى كيريينكو مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية مؤخرا أن روسيا قد دعت ايران الى المشاركة في اقامة أول مركز دولى لتخصيب اليورانيوم في روسيا وقد تصبح ايران بذلك أول دولة تشارك في اقامة هذا المركز. وهذا يعنى امكانية تنفييذ الاقتراح الذى طرحه بوتين في الشهر الماضى حول انشاء منظومة دولية للطاقة النووية، الأمر الذى يوفر بصيصا من الأمل لحل المشكلة النووية الايرانية التى ازدادت حدتها.
هذا وكان الرئيس الروسى بوتين قد طرح في نهاية الشهر الماضي اقتراحا حول انشاء المركز الدولى للطاقة النووية. وبموجب هذا الاقتراح تشكل بعض الدول المعنية نظاما يمكن من استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فى العالم ويقدم الخدمات لتداول الوقود النووى بما فيه تخصيب اليورانيوم الى جميع الدول وذلك تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وصرح سيرجى آنتيبوف نائب مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية لوسائل اعلامية في أوائل هذا الشهر أنه من الممكن أن ينشأ هذا المركز في منطقة سيبيريا بروسيا لأن الظروف الطبيعية هناك تلبى متطلبات انشاء هذا المركز. وذكر كيريينكو مدير الوكالة الروسية للطاقة النووية أول أمس الاربعاء أن وفدا ايرانيا عاليا سيزور روسيا في السادس عشر من الشهر الحالى وأنه سيزور ايران في اواخر هذا الشهر حيث سيقوم الجانبان بمشاورات حول الاقتراح الروسى المذكور.
وللاقتراح الروسى حول انشاء هذا المركز ثلاثة اسباب هى:
أولها إن هذا سيصب في صالح حماية العلاقات بين روسيا وايران. لان ايران هى شريك اقتصادى هام لروسيا. ولهما علاقات وثيقة في المجالات العسكرية والصناعية والفضائية. وفى ظل مطالبة المجتمع الدولى لايران بوقف جميع انشطتها النووية بما فيها البحث النووى أصبح من الصعب على روسيا أن تؤيد ايران باستمرار وبصورة واضحة. لكن اقتراحها حول انشاء المركز الدولى للطاقة النووية إذا تم تنفيذه سيمكن من حماية علاقات الصداقة بينها وبين ايران.
ثانيها أنه اذا تم تنفيذ هذا الاقتراح فإن روسيا بصفتها دولة داعية ومنظمة لهذا الاقتراح ستحصل على فوائد اقتصادية كبيرة.
ثالثها وهو الأهم أن هذا الاقتراح سيكبح أى سعى ايرانى إن وجد حول انتاج الاسلحة النووية ويتمكن من إزالة أى ذريعة لدى الولايات المتحدة للتدخل في الشؤون الايرانية ومنطقة بحر قزوين وبالتالى ضمان الأمن الاستراتيجى لروسيا.
وقد ابدت ايران ردود فعلها الايجابيةعلى الاقتراح. لكن هل ستقبل ايران الاقتراح الروسى في نهاية الامر. من الصعب التنبؤ بهذا الأمر الآن لان ايران ظلت تأمل في حماية حقوقها في إبقاء منشآتها النووية. لكن الاقتراح الروسى لا يلبى طموحاتها.
وحتى الآن لم تبد الولايات المتحدة رد فعلها على هذا الاقتراح الروسى. بينما اشار المحللون الى أن الرئيس الامريكى بوش كان قد طرح فكرة حول انشاء مخزن دولى للوقود النووى. وحسب هذه الفكرة تتمكن مختلف الدول من الحصول على الوقود النووي من هذا المخزن لاستخدامه في الأغراض السلمية. ومن المحتمل جدا أن تقبل الولايات المتحدة هذا الاقتراح الروسى لأن الفكرة واحدة.
ترى وسائل اعلامية كثيرة أن انشاء المركز الدولى للطاقة النووية مشروع كبير من الصعب انجازه في وقت قصير لذلك فإن حل المشكلة النووية الايرانية يحتاج الى الجهود المشتركة من المجتمع الدولى كله.
