وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد أمس الأحد ( 17 سبتمبر ) إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس فى زيارة رسمية لفنزويلا. ويرى الرأى العام إن زيارة أحمدى نجاد هذه ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وفى الواقع توثقت العلاقات بين إيران وفنزويلا بشكل أكبر منذ تولى هوجو نشافيز الرئاسة الفنزويلية، وخلال هذه الفترة تم توقيع العشرات من اتفاقيات التعاون بين البلدين، ومنذ عام 2001، زار تشافيز إيران خمس مرات فى خلال خمس سنوات. و زار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمى فنزويلا ثلاث مرات خلال فترة توليه الرئاسة الإيرانية، أما أحمدى نجاد فقام بزيارة فنزويلا بعد أقل من شهرين من زيارة تشافيز لإيران. الأمر الذى يوضح مدى استراتيجية التحالف بين البلدين.
وأشار الرأى العالم إلى أن سبب تشكيل التحالف الاستراتيجي بين فنزويلا وإيران يرجع إلى أنهما تواجهان ضغوطا كبيرة من قبل الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة، لذلك توجب عليهما تبادل التأييد والدعم. و من جانب إيران، وخلال فترة تولى خاتمى منصب الرئاسة أدرجت الولايات المتحدة إيران ضمن قائمة محور الشر، وواصلت ممارسة الضغوط عليها، واليوم فى الوقت الذى يتصاعد فيه حدة توتر القضية النووية الإيرانية، تحاول الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران. أما الحكومة الفنزويلية بقيادة تشافيز فإن الولايات المتحدة ما زالت تعتبرها كشوكة فى عينها.
وبالطبع أن التحالف الاستراتيجي بين فنزويلا وإيران ليس مجرد تحالف معارض للولايات المتحدة، وإنما له أسباب عديدة هى كالآتى:
اولا ، تعتبر كل من فنزويلا وايران ثانى وخامس اكبر دولة مصدرة للنفط فى العالم وكلاهما من الدول الاعضاء الرئيسية بمنظمة الاوبك، لذلك، فان تعزيز التعاون بينهما فى مجال الطاقة أمر ذو اهمية بالغة فى التحالف الاستراتيجى بينهما. المعروف ان النفط بصفته شريان الاقتصاد العالمى ، بدأ يلعب دورا اكبر فاكبر فى الوقت الحالى ، وقد حصل كل من البلدين المذكورين على فوائد جمة من خلال ارتفاع سعر النفط العالمى المتواصل فى السنوات الاخيرة ، وعرفتا معرفة جيدة اهمية هذه الورقة الرابحة فى معاملاتهما ومنافساتهم مع الدول المتقدمة. وكشفت وزارة الخارجية الايرانية ان الرئيس نجاد سيجرى محادثات مع نظيره الفنزويلى خلال زيارته هذه لمناقشة تعزيز التحالف الاستراتيجي وتعاون الطاقة بين البلدين . وذكر وزير الطاقة الفنزويلى خوسيه خان ان هوغو تشافيز سيصطحب نجاد فى جولة تفقدية لشركة وطنية فنزويلية للمنتجات البتروكيماوية وبحث سبل لاقامة مؤسسات مشتركة التمويل بين فنزويلا وايران . وبالاضافة الى ذلك سيتوجه زعيما البلدين الى شمال شرقى فنزويلا لحضور مراسم بدء العمل فى اول مشروع لبئر نفط مشترك بين شركة النفط الوطنية الفنزويلية وشركة النفط الوطنية الايرانية .
ثانيا، يعتبر دفع النموالاقتصادى لكل من البلدين، مضمونا مهما فى تعزيز التحالف الاستراتيجى بينهما . ويذكر ان نجاد سيوقع مع نظيره الفنزويلى تشافيز 25 اتفاقية ثنائية للتعاون اثناء زيارته لفنزويلا، وستتناول هذه الاتفاقيات مجالات الطاقة والمعادن والتعدين وصناعة الالات الزراعية وتدريب الفنيين والصحة العامة وغيرها، كما تشمل اقامة مصانع مشتركة التمويل فى فنزويلا لانتاج الادوية العامة والاجهزة الطبية لخدمة ايران وبناء مصانع مشتركة التمويل اخرى لانتاج المنتجات البلاستيكية وكذلك اقامة مؤسسة لصناعة الحديد والفولاذ وغيرها. لذلك، ذكرت وسائل الاعلام الفنزويلية ان زيارة نجاد لفنزويلا ليست من اجل تعزيز التعاون فى مجال الطاقة فحسب، بل ستحقق نمط تعاون صناعى جديد الطراز على اساس تعاون الطاقة ، وهو ما سيدر عليهم فوائد اكبر من بيع المنتجات النفظية . وفى الوقت نفسه، أعرب الرئيس الفنزويلى عن ان الحكومة الايرانية تختار المناطق الاقل نموا اقتصاديا بفنزويلا فى بناء المؤسسات المشتركة التمويل ، وهذا سيدفع بلا شك تنمية الاقتصاد فى هذه المناطق ويساعد المحليين على التخلص من الفقر .
وباختصار القول ان زيارة نجاد هذه لفنزويلا ستعزز بالمزيد علاقات تحالف التعاون الشامل بين البلدين فى كافة المجالات .
