CRI Online

لعبة الشيطان —— صوت الانسجام ببكين

cri       (GMT+08:00) 2014-10-08 14:36:11

 


متحف لبة الشيطان ببكين

نسير عبر شارع ونهوا الذي يعاني من الضوضاء الى الجدار الغربي لمعبد باوقوه حتى نصل الى دار شرقية رباعية تحتل اكثر من 200 كيلومتر مربع من الاراضي، ان هذه الدار التي تم ترميمها هي مقر متحف لعبة الشيطان ببكين بالضبط، يطبع هذه الدار الهدوء وتزقزق فيها العصافير وتعطر الازهار الاجواء، حيث التقينا بالاستاذ لي ليان يوان الذي ورث مهارة لعبة الشيطان. اخذ من مكتبه برميل البيره ذا المحور والمنشفة الزاهية والكرة الجلدية الكبيرة، كلها العاب الشيطان الخاصة له. وتحت شجرة الرمان، لعب الاستاذ لعبة الشيطان بهذه المواد غير العادية.

"يمكن ان تشاهد في المتحف عرضا لا تراه على المسرح، انظر، هذا برميل البيره، حولناه الى لعبة الشيطان بعد شرب البيره، نحافظ على توازنه من خلال خيوط اليد. انظر، هذه هي لعبة الشيطان المصنوعة من المنشفة."


رسم للعبة الشيطان في قدم الزمان

ان متحف لعبة الشيطان مفتوح امام الجمهور بلا مقابل ما عدا الاثنين الذي لا يفتح فيه، حيث يستطيع الاصدقاء الشغوفون بلعبة الشيطان ان ياتوا الى هنا لتجربة مباهج لعبها بايديهم. في المتحف صف للمتطوعين المكونين من 22 شخصا مسؤولي عن سرد قصص لعبة الشيطان للضيوف الزائرين وتقديم لعبها، كما يدربونهم يدا بيد. عرفنا لي ليان يوان وريث فن لعبة الشيطان على مستوى الدولة باحد المتطوعين في المتحف الاستاذة تشو، حيث اظهرت لنا براعتها الفائقة في لعبة الشيطان.

"هي مدربة لعبة الشيطان على مستوى الدولة لجامعة الرياضة بالصين، انظر، هذه الحركة اسمها اصطياد الفراش بدرجة الصعوبة العالية."

قالت الاستاذة تشو ان من لا يعرفون لعبة الشيطان يستطيعون لعبها هنا في غضون ما بين 3 و5 دقائق، لن يضيع مراسلنا هذه الفرصة السانحة بالطبع.

"حركاتك متناسقة، ويمكن ان تلعب الان بحركات بتشكيلية."

عند التطرق الى لعبة الشيطان، لا احد اكثر تخصصا من تشانغ قوه ليانغ، الجيل الثالث من ورثة فن صنع لعبة الشيطان، حيث عرفنا بعملية صنع لعبة الشيطان بالخيزران.


لعبة الشيطان

"يبدو ان لعبة الشيطان بسيطة، الا ان صنعها يحتاج الى 17 خطوة من العمليات التي تضم تفصيل الالواح ونشر الشرائح من البامبو والتغرية في الداخل والخارج وشحذ الفوهة وتغطية الغطاء وتهذيب الانتاج."

فور دخول متحف لعبة الشيطان ببكين، يمكن ان نرى رسما مزينا فريدا على جدار المعرض، يمتلئ باسماء كل العاب الشيطان، مثل تشوان شاو وقوه تشياو. حكى تشانغ قوه ليانغ لنا التسميات المختلفة في المناطق المختلفة.

"انظر، اسمه الرسمي لعبة الشيطان، لكن طرق التعبير مختلفة باختلاف المناطق. على سبيل المثال، اسمها بتيانجين فنغهولو، اما في جنوبي الصين فتسمى تشلينغ."

استقال تشانغ قوه ليانغ وريث فن صنع لعبة الشيطان من المنصب العالي الاجرة في مطلع تسعينات القرن السابق من اجل حماية فن صنع لعبة الشيطان والذي قد اشرف على الاندثار، وذلك ليس انطلاقا من روح المسؤولية فحسب، بل انطلاقا من حبه للعبة الشيطان ايضا. في بداية شقه طريقا جديدة، كان الوضع لا يدعو الى التفاؤل.

"لا يعرفها الشباب، وبعد صنعها فمن اللازم ان نبيعها، فبسطناها في السوق ومن واجبنا كما علينا ان نعرفهم عنها وكيف تلعب."

بفضل دعم حكومة حي شيوانوو ومكتب شارع قوانغواي وغيرهما من الجهات الحكومية، يكون لاعب لعبة الشيطان لي ليان يوان مرتبطا بصانعها تشانغ قوه ليانغ في الوقت الحاضر لتصبح لعبة الشيطان تراثا ثقافيا غير مادي على مستوى الدولة.


مسن يلعب لعبة الشيطان

"يسمي الخبراء هذا المشروع بمشروع التوأم، اي يوجد شخص يلعبها وشخص يصنعها، تصنع عائلة تشانغ قوه ليانغ لعبة الشيطان لثلاثة اجيال متتالية، ولقيت دعما قويا من قبل الحكومة، فلو لا دعم الحكومة، كان من الصعب ان يخرج الاستاذ تشانغ من الورطة في تلك السنوات، وكانت الالعاب الشعبية الكثيرة على وشك الاندثار."

وفي اوائل عام 2009، استعدت الحكومة لتاسيس متحف لعبة الشيطان، وذلك ما اثر في اللاعبين المتشددين تقديم بناء هذا المتحف في ال18 من مايو عام 2009 في دار شرقية رباعية بعد ترميمها، وتعرض في قاعة المعرض الخاصة بتطور وارث ثقافة لعبة الشيطان الكثير من العاب الشيطان الثمينة التي تم جمعها، من بينها الاكبر والاصغر، ما يشكل تقارنا واضحا، فان لعبة الشيطان الكبيرة البالغ قطرها 1.5 متر من ادوات التمثيل التي كانت تستخدم في العروض خلال مراسم افتتاح اولمبياد بكين 2008.

لعبت هذا اللعبة دورا لا يقدر في فترة دورة الالعاب الاولمبية من حيث نشر الثقافة الصينية التقليدية، وحصل تشانغ قوه ليانغ على شهادة الاستحقاق الغالية بهذا الشأن.

"باعتباركم مشاركا في اولمبياد بكين عام 2008، فان موهبتكم وعملكم المرضي في البرنامج يجعل نشاطكم في اظهار الثقافة الصينية غير المادية يحقق نجاحا تاما، الامر الذي قدم اسهاما رائعا لتبادلات الثقافة الصينية التقليدية والثقافة الاولمبية، نمنحك هذا الوسام تكريما لجهودكم. ان هذا الوسام الاولمبي نفيس بالنسبة لي، مستحيل ان اعود املكه فيما بعد."

قدم تشانغ قوه ليانغ لنا بضع منتجات من فن لعبة الشيطان والتي تحتوي على عناصر اولمبية.

"انها الملابس التي استعرضنا فيها في افتتاح اولمبياد بكين، هذه هي لعبة الشيطان التي صنعناها للاولمبياد، اسماؤها فووا تعني بكين ترحب بك، يمكن ان نلعبها."

وما كان خارج توقعاتنا هو ان هذه الالعاب الشعبية كانت تصنع بالدقة وبشكل محبوب، وفي متحف لعبة الشيطان، تستطيع رفع مستوى معرفتك القائمة وتخطى خيالك التقليدي لها، لانها يمكن ان تصنع هناك الى كل شيء يمكن توقعه تقريبا. عرفنا تشانغ قوه ليانغ وريث فن صنع لعبة الشيطان على مستوى الدولة بالاشغال الفنية الحالية للعبة الشيطان.

"نندمج في كل موضوع من المواضيع في صدد التطور، مثلا، صنعنا لعبة الشيطان بموضوع زهرة ارجوان صينية بمناسبة عودة هونغ كونغ الى السيادة الصينية، ولعبة الشيطان الخاصة بمناسبة الذكرى السنوية ال60 للعيد الوطني، الى جانب لعبة الشيطان كموضوع للاولمبياد، كلها تمتزج بخلفية العصر. كما نصنع لعبة الشيطان العملية للتهنئة بعيد ميلاد كبار السن مثلا. نستخدم خشب الورد وغيره من المواد الرفيعة المستوى لصنع الهدايا ذات الانماط التقليدية وعليها صورة من البرقوق وزهرة السحلب والبامبو والاقحوان. استخدمنا الترصيع والحفر والفنون الصناعية الاخرى لزيادة القيمة الفنية للعبة الشيطان."

اذا اتيحت لك الفرصة لزيارة متحف لعبة الشيطان ببكين في المرة القادمة، فلا بد ان تجرب شخصيا هذه الرياضة الشعبية ببكين وتحس بحماسة ابناء بكين القدامى وصراحتهم!

"اصدقائي، لو زرتم متحف لعبة الشيطان ببكين يوما ما، كانكم تزورون منزلي، ضروري ان تاتي! اذ ان السعادة ستلحق بك بكل تاكيد ما ان سمعت صوت لعبة الشيطان، آمل في ان تكون العلاقة بين الناس ودية ومتناغمة تشبه أصداء الاصوات العالية والمنخفضة المنسجمة للعبة الشيطان."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي