CRI Online

"السد الأخضر" في قلبي

cri       (GMT+08:00) 2014-12-17 14:07:57


إن لطفي مقدم زميلنا بإذاعة الصين الدولية ومسقط رأسه في الجزائر التي تقع 87% من أراضيها في الصحراء. وفي سبعينات القرن الماضي وكان لطفي ما زال صغير السن، بدأت الحكومة الجزائرية بناء مشروع يدعى "السد الأخضر"، حيث خططت على زراعة ثلاثة ملايين هكتار من الغطاء النباتي على طول المناطق الحدودية التي تربط المغرب غربا وتونس شرقا، لمنع تسلل الرمال. مع ذلك، بعد مرور 40 عاما، لم يكمل هذا المشروع بشكل كامل لأسباب مختلفة، ولا تزال ظاهرة تراجع الناس الناتج عن تقدم الرمال تحدث عاما بعد عام.

في أوائل نوفمبر عام 2014، سفرنا من بكين إلى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، لأن لطقي كان قد سمع أن تلك المنطقة تقع أيضا في صحراء "تنغقيلي" و"ولانبوخه" و"ماووسو" المحاطة من ثلاث جهات. وقال لطفي:

"سوف تحط بنا الطائرة على مدرج مطار نينغشيا، قبل هبوطها مناظر صحراوية لونها بني، هذه المظاهر تذكرني بالصحراء الجزائرية بالتصحر، سؤالي، ماذا تستطيع أن تعمل منطقة نينغشيا للحد من هذه الظاهرة الخطيرة."

"مشروع السد الأخضر في الجزائر بدأ في عام 1974، وكان مخطط السد الأخضر ينقسم على مرحلتين، كانت المرحلة الأولى تثبيتا للغطاء النباتي، وقد تم اختيار بعض الأشجار من السرو والسدر، فكانت تنمو طويلة ولا تحتاج إلى مياه. وبعد 10 سنوات، قررت الدولة أن تغرس وسط ذلك أشجارا مثمرة مثل التفاح والبرقوق. وفي الجزائر، نجحت العملية في مناطق، لكن في أغلبية المناطق لم تنجح. وفي كل مطارات الجنوب الجزائري، الطائرة لا تستطيع الهبوط والإقلاع بسبب الرمل الذي يعيق المدارج."

وصلنا إلى المحطة الأولى محافظة يانتشي التي تبعد نحو مائة كيلومتر عن يينتشوان حاضرة المنطقة، وهي محافظة وحيدة يعتمد اقتصادها على تربية المواشي تقع في جنوب شرقي نينغشيا والحدود الجنوبية لصحراء ماووسو.

وقفنا على نقطة من المنحدرات ارتفاعها أكثر من عشرة أمتار، ويتحدث معنا السيد وانغ تزنغ جي نائب مدير مصلحة حماية البيئة والغابات بيينتشي عن قصة معالجة الصحراء هنا.

"نحن الآن في منطقة شمال محافظة يينتشي، كانت في الماضي ثلاثة أحزمة رملية متحركة في المنطقة، وكانت مكافحة التصحر هنا قد واجهت صعوبات، ومرت بعديد من الخيارات، فبعد عدة مراحل من العمل، أصبح المظهر هكذا اليوم، وهذا هو الحلم الصيني، وبالنسبة إلى أهالي يينتشي، فإن التنمية الاقتصادية الحلم الأخضر. وإنشاء الحاجز الأخضر كأساس لدعم التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب."

كان لطفي في حيرة الوجه، في البداية لم يثق بأن الأرض في السفح كانت هي الصحراء. وانحنى وسحب عدة أعشاب لرؤية ا الرمال في الجذور، ثم حفر حفرة حجمها قبضة اليد، ووقف مشككا. ونظرنا بعيدا، هناك مساحة كبيرة غطتها الشجرات والأعشاب، ولا يمكننا أن نرى أنها كانت صحراء وكثبان رملية.

يسمي المحليون هذه المنطقة "قاو شا واه"، وفي سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كانت العواصف الرملية هناك تستمر طول السنة، والرؤية أقل من ثلاثة أمتار، حيث تبتلع الكثبان المتنقلة المنازل والمحاصيل وأقطاع الأغنام، فالمرعى الضعيف لا يستطيع تحمل أكل ودوس الأغنام، واضطرت العديد من القرى بالصحراء للتنقل عدة مرات. وفي عام 2002، بدأت محافظة يينتشي تنفيذ سياسة حظر الرعي، بل تربية الأغنام بالعلف. وأصبح مشهد تلويح الراعي السوط ويغني أغنية شعبية تاريخيا إلى الأبد.

وقف وانغ تزنغ جي على كثبان شكله مثل الهلال مغطاة بالنباتات، وأمسك حفنة من التربة على الأرض، قائلا:

"انظر، ما زالت حالة هذه التربة غير مستقرة، لكنها رطبة، وبعد 5 أو 10 سنوات، سيصبح لونها أسود، ما يشكل حالة طبيعية لتربة خصبة. وأخيرا، يمكنها تثبيت المياه، وبعد هذا تبدأ عملية الغرس."

بعد معرفة أن فترة تحويل الصحراء إلى غطاء نباتي على هذا الشكل استغرق خمس سنوات فقط، بدى لطفي وهو سعيد وبدأ بالتصفيق.


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي