CRI Online

"السد الأخضر" في قلبي

cri       (GMT+08:00) 2014-12-17 14:07:57

كيف تعمل تقنية المربعات في معالجة التصحر؟ نأتي إلى الموقع الحقيقي بمرافقة العاملين المحليين.

بعد سير السيارة لنحو ساعة في الطرق الصحراوية، نجد عمالا يمهدون المربعات بالقش على الكثبان. وقال السيد تانغ شي مينغ المسؤول بإدارة الغابات بتشونغوي:

"نعمل حاليا على مشروع القروض من البنك الدولي. تبلغ قيمة الاستثمار الإجمالية 83 مليون يوان، ومنها القروض من البنك الدولي البالغة 60 مليون يوان. ويشمل المشروع تمهيد المربعات وغرس النباتات وبناء الطرق وغيرها من المنشآت الأساسية."

تعرفنا أن جميع العمال هنا مزارعون محليون، وقد أتقنوا هذا العمل حيث يتعاملون بعضهم البعض بشكل سليم، وسرعان ما تم تمهيد مربع واحدا تلو الآخر. وتشكل آلاف من المربعات على الصحراء صورا جميلة. وخلال العمل، يغني العمال بصوت منخفض في حين يحكون بنكتة ويتردد الضحك في الهواء.

لمس هذا المشهد لطفي بعمق، ليس بسبب حكمة الصينيين لتقنية المربعات فحسب، بل شجعه روح المحليين المتمثل في الجد والصبر والتفاؤل.

وقال لطفي:

"نحن هنا موجودون في أرض قاحلة تعتبر ثاني أكبر صحراء في الصين. فمن يتحدى هذه الطبيعة، هي سواعد الصينيين رجالا ونساء، هي اليوم تتحدى الصحراء وزحف الرمال، وتحاول أن توقف هذا التحول الطبيعي الخطير المضر بالبيئة وبالإنسان. هي اليوم ترفع الصين التحدي لكي تجعل من الصحراء جنة خضراء. الصين اليوم تقوم بالتثبت بحلمها الرائد من أجل الصين غدا ومن أجل الصين الدائمة والأبدية."

من الواضح أن لطفي قد لاحظ كيفية محاربة أهال نينغشيا التصحر، ومن خلالها لاحظ أيضا الحقيقة والأمل في رفع الإنسان تحدي من الصحراء.

وقال لطفي:

"بعد أن استطعنا أن نجعل من مكان صحراوي أو أرض قاحلة تصبح جنة فيها خضروات وفواكه، وممكن أن يصبح قطبا سياحيا من الدرجة الأولى، اليوم نرى أن المنطقة تلعب دورا في حماية الطبيعة بعد أن كانت تشكل خطرا على الطبيعة، من خلال إنتاج ما يسمى بالطاقات المتجددة في استخدام ضوء الشمس والرياح."

فكر لطفي في الكثير خلال هذه الرحلة التي استغرقت ثلاثة أيام فقط، لكن المسافة التي مررنا بالمنطقة تبلغ نحو ألف كيلومتر. ومن بكين إلى نينغشيا، وجدنا الإجابة لسؤال البداية، كما حصلنا على أمل للحلم...

وقال لطفي:

"تذكرت السؤال وعندي الإجابة الآن، لأني وقفت على هذا اللون الأخضر على أبواب الصحراء، وهو لون باقي في قلبي لأنه يشبه السد الأخضر في الجزائر، لكن اليوم أثق وأتذكر وشهادة أن المستحيل ليس هو صيني، لأن سواعد الصينيين استطاعت اليوم أن توقف هذه الظاهرة القاسية، وليس بشهادتي فقط، بل بشهادة العالم، فالحلم الصيني اليوم يعد جزء من الحلم العالمي وحلم البشرية في مكافحة التصحر والمحافظة على البيئة."


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي