CRI Online

"السد الأخضر" في قلبي

cri       (GMT+08:00) 2014-12-17 14:07:57

وقال لطفي:

"هذه نتائج 5 سنوات؟ جميل جدا، رمل لكن هو رطب فيه مياه، يعني لا تحتاج إلى مياه."

وعرفنا السيد وانغ تزنغ جي بأسلوب معالجة التصحر هنا، إذ قال:

"نستخدم تقنية المربعات لمعالجة الصحراء، ونغرس داخل الإطار المربع نباتات تتحمل الجفاف وأشجارا تستطيع النمو في الصحراء وتثبيت الرمل. وفي موسم الأمطار، ننشر بعض بذور الأعشاب، لتعزيز الغطاء النباتي إلى الدرجة العليا، هكذا، نستطيع تثبيت الكثبان."

إن تم وجود غطاء نباتي، ظهر الخضر، وكذا الحياة الجديدة. وكيف معيشة السكان المحليين الذين كانوا قد تعرضوا لأضرار الصحراء؟

دخلنا بيت المزارع المحلي يدعى ليو ين والذي يقع في أحد القرى ببلدة "تشينغ شان". ووجدنا في فناء منزله حقلا راعويا فيه مئاتا رأس من الأغنام وعشرات من الدجاج، بالإضافة إلى مائة حمام. وقال ليو ين أمام شاحنة صغيرة توقف في الفناء:

"من الأحسن أن نربي المواشي في الحقل الراعوي الخاص لعائلتي، أزرع الذرة، للبيع وتغذية الأغنام، فيبلغ الدخل بالأغنام سبعين ألف يوان كل سنة، إضافة إلى الدخل البالغ خمسة وثلاثين ألف يوان من بيع الذرة. فلن نرعي الأغنام في المرعى بطريقة حرة، لأن التصحر تلقى الكبح، فلن نضر بالتربة مرة أخرى أبدا."

تقدم الحكومة الدعم المالي لمساعدة المزارعين في بناء الحقول الراعوية الخاصة، فبالنسبة للمربيين، كان القبول السلبي في البداية وتحول اليوم إلى سلوك تطوعي، لأنهم يفهمون تماما أن حماية المراعي هي حماية منازلهم في الحقيقة.

وقال لطفي:

"في مناطق ما تسمى بالهضاب العليا في الجزائر، يسكنها بدو رحل يعيشون في البراري، ومالهم الوحيد هو الحيوانات، هناك أكثر من مليوني رأس غنم تصرح في البراري، فكانوا من أول المتسببين في التصحر، فبالنسبة لنا، هناك مشكلة العلاقة بين التصحر الذي يسببه الإنسان، والثروة التي ستوفر الناس الفوائد الاقتصادية. فهو يقول لنا حل لهذه المشكلة وهو عدم ترك المواشي ترعى بحرية."

حول الحل لهذه المشكلة، أضاف السيد وانغ تزنغ جي:

"يشمل الدخل الاقتصادي للمزارعين هنا أجزاءا تالية: راتب العمل، فوائد رعي الأغنام، دخل الزراعة، إضافة إلى الدعم الحكومي. ويتمتع المزارعون بالدخل المستقر كل عام، لذا، فإنهم فيدعمون لمكافحة التصحر. وبعد معالجة التصحر في السنوات الأخيرة، تم تثبيت معظم الكثبان في محافظتنا، وتحسنت البيئة الأيكولوجية كثيرا."

رغم أن اللغة مختلفة، كان لطفي قد رأى الحقائق بعينيه، ودعا إلى التصوير مع الأغنام وأفراد أسرة ليو بفرح ومرح.

وقال لطفي:

"ألاحظ أنه بعد 40 سنة، عندك شجرة بثلاثة أمتار وعليها عش للطيور، فهو نجاح كبير، وهذا الشيء الذي لم نلاحظه في كل المناطق في الجزائر."

إن محافظة يانتشي تعجب لطفي كثيرا، في حين يفكر في سؤال : ما هو السحر الذي يجعل نينغشيا تنجح في مكافحة التصحر ؟

وقال لطفي:

"نحن دائما موجودون في السيارة متوجهين لاكتشاف مكان آخر نستطيع من خلاله أن نرى التحدي الذي رفعته الصين في مكافحة التصحر."

شابوتو بمدينة تشونغوي، هي المحطة الثانية في زيارتنا، والتي تقع في حدود جنوب شرقي صحراء "تنغهلي".

عندما وصلنا إلى شابوتو، نلاحظ جبلا رمليا ضخما أمام عيوننا، قد تمت تنميته لتكون منطقة طبيعية سياحية، حيث تمر مياه النهر الأصفر بخاصرة الجبل، وتغطي الضفة الأخرى بالغابات الخضراء، وتظهر صورة مقلوبة من الواحة في المياه، ما أجمل هذه الصورة! ويأخذ لطفي الهاتف المحمول لتصوير نفسه باستمرار.

وقال لطفي:

"هذا الحلم الذي من خلاله استطاعت الصين أن تقدم حلما آخر للعالم وهو محاربة التصحر على ضفاف النهر الأصفر، والذي يمر من مدينة تشونغوي، استطاعت القيادة في هذه المدينة أن تجعل هذا المكان جنة، وهو مكان مزدوج أين يتم فيه الحفاظ على البيئة ومحاربة التصحر، وأن يصبح هذا المكان قطبا سياحيا مهما يأتون إليه من جميع الأماكن."

قبل نصف القرن، كان شابوتو مكانا صحراويا يوجد فيه قليل من الناس. وفي أكتوبر عام 1958، كان خط "باولان" السكك الحديدية التي تربط المدينتين الصناعيتين "باو تو" و"لان تشو" يمر عبر شابوتو بصحراء تنغهلي، ويعتبر الأمر لا مثيل له، حيث يمر 140 كيلومتر من طوله الإجمالي 990 كيلومتر عبر الصحراء ل16 مرة.

فكيف تضمن سلامة سير القطار على هذا الخط الصحراوي؟ قال السيد لي شين رون مدير مركز البحوث لبيئة الجفاف في المناطق الباردة التابع لأكاديمية العلوم الصينية:

"عمل العلماء كثيرا من التجارب، وعلى أساس الخبر الخارجية، أبدعنا تقنية المربعات كحاجز للرمال، وحددنا أخيرا أحسن حجم لكل مربع هو متر مربع. ونغرس في المربعات شجيرات."

بالإضافة إلى ذلك، ابتكرت نينغشيا طريقة "الأحزمة الخمسة" لمعالجة التصحر لأول مرة في العالم. وشرح لنا السيد ما شيوي جيون المسؤول بإدارة الغابات بنينغشيا، حيث قال:

"الحزام الأول هو حاجز تشكله الحجار والتراب عرضه خمسة إلى عشرة أمتار للوقاية من الحريق، الحزام الثاني هو حاجز من الشجرات العالية لمنع الأرياح، الحزام الثالث هو حاجز من الشجيرات لتثبيت الرمال، الرابع هو تقنية المربعات، والخامس هو حاجز من الأعشاب لمنع تقدم الرمال."

ضمنت طريقة "الأحزمة الخمسة" سلامة النقل على خط "باولان" منذ أكثر من نصف قرن حتى اليوم. وخلقت معجزة في عمليات محاربة التصحر العالمية، وحظيت بإشادة هيئة الأمم المتحدة، وجذبت مسؤولين وخبراء من أكثر من 60 دولة ومنطقة بما فيها الجزائر.

وقال لطفي:

"رأينا هذا الشريط الوثائقي للأحوال في هذه المنطقة في عام 1958، اليوم نحن في عام 2014، فأعجوبة في فترة زمنية تعتبر قصيرة جدا عندما يحارب ملايين السنين من التصحر وهو ظاهرة طبيعية تتحدى العالم والبيئة والإنسان والتكنولوجيا، ونلاحظ أن ما هو موجود اليوم على ضفاف النهر الأم وسط الصحراء في الصين، فهذا معجزة وانتصار كبير للصين وللحلم الصيني الذي يمثل دينامكية على الحلم العالمي والحلم الإنساني، فالحلم الصيني اليوم يمثل هذه القاطرة التي سوف تنقل الحلم العالمي إلى الأمام."


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي