انتشار شبكة 3G وانطلاق خدمة 4G في البلاد في الصين

أصبح استهلاك المعلومات قوة محركة هامة لتحفيز النمو الاقتصادي الصيني، حيث تجاوزت أرباح قطاع الاتصالات الصينية خلال شهر يناير حتى أكتوبر العام الماضي 970 مليار يوان صيني، وتمت تغطية شبكة الجيل الثالث في جميع قرى وبلدات البلاد، مع انطلاق تسويق خدمات الجيل الرابع بشكل رسمي.

وخلال مؤتمر صحفي بشأن قطاع الاتصالات عقده مؤخرا المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني، أكد وزير الصناعة والمعلوماتية الصيني مياو ويي أن البلاد ستدعم وستشجع المؤسسات الخاصة للاستثمار في قطاع الاتصالات، وأن الأولوية في عام 2014 ستكون السماح للمؤسسات الخاصة بدخول عالم الاتصالات ومؤسسات الاتصالات الكبرى وترقية الخدمات لتسويقها إلى المستهلكين، مضيفا أن هذه الأولوية ستنفَذ بشكل تجريبي في بعض المؤسسات، وقد تمت الموافقة على الدفعة الأولى من هذه المؤسسات بنهاية عام 2013:

"منذ إطلاقنا هذا العمل التجريبي في شهر مايو الماضي، تم توقيع عقود تجارية بهذا الشأن بين 16 مؤسسة خاصة وشركة "تشاينا تيليكوم" وبين 14 أخرى مع شركة "تشاينا يونيكوم"، بالإضافة إلى 17 مؤسسة تم التأكد من نية التعاون بينها وبين شركة "تشاينا موبايل". وحتى الآن، تسلمت وزارة الصناعة والمعلوماتية 10 طلبات بهذا الشأن، وتمت الموافقة على الدفعة الأولى لهذه المؤسسات بنهاية عام 2013."

في الحقيقة، كان الرأسمال الخاص يواجه صعوبات عديدة في دخول سوق الاتصالات، نظرا لبعض المشاكل الفنية والمشاكل في النظام والآلية، حتى تبنت وزارة الصناعة والمعلوماتية خلال شهر يونيو الماضي "ملاحظات لتشجيع وتدعيم دخول الرأسمال الخاص قطاع الاتصالات" من أجل إنهاء الاحتكار وتحقيق التنافس المتساوي في هذا المجال، كما تشجع الرأسمال الخاص على دخول سوق الاتصالات عن طريق الاستثمار في الأسهم، حيث توقع الخبراء أن تدفع هذه الملاحظات الرأسمال الخاص لتحقيق تنمية حقيقية في دخول سوق الاتصالات.

وبسبب تفشي الأزمة المالية العالمية، اعتمد الاقتصاد الصيني خلال السنوات الأخيرة على الطلب المحلي، وخاصة استهلاك المواطنين، كقوة محركة. أما قطاع خدمات المعلومات، فشهد أيضا تطورا كبيرا، حيث بلغت كمية إنتاج الموبايلات الذكية بالبلاد 35 مليون موبايل خلال شهر يناير حتى شهر أكتوبر عام 2013، محققا زيادة بنسبة 178% مقارنة مع نفس فترة عام 2012، وكسب قطاع الاتصالات بالبلاد أرباحا قيمتها 970 مليار يوان، الأمر الذي يثبت أن شبكة الجوال أصبحت قوة محركة لدفع نمو استهلاك المعلومات. ولكن، أشار مياو ويي وزير الصناعة والمعلوماتية إلى وجود بعض المشاكل في استهلاك المعلومات، إذ قال:

"تبرز هذه المشاكل أولا في ضعف المنشآت الأساسية، وخاصة ضعف معدل نقل البيانات، وبطء الإنترنت، وسوء الخدمات، وثانيا ضعف قدرة الابتكار في الخدمات والمنتجات مثل الهاتف الذكي والتلفزيون الذكي، وثالثا عدم اكتمال نظام السوق الاستهلاكية وخاصة نظام ضمان أمن المعلومات الفردية."

كما أكد الوزير مياو أن الصين ستسرع ترقية المنشآت المعلوماتية الأساسية، حيث تمت تغطية شبكة الجيل الثالث في جميع القرى والبلدات في كافة أرجاء البلاد، بينما تم إطلاق سلسلة تسويق شبكة الجيل الرابع بشكل شامل، مضيفا أن الوزارة ستسرع خلال الفترة المقبلة تسويق شبكة الجيل الرابع وخفض أسعارها عن طريق التنافس السوقي:

"كما يعرف الجميع أن شبكة الجيل الرابع تتميز بسرعة الإنترنت وانخفاض السعر، ولا تتمكن من تلبية احتياجات المستهلكين للإنترنت السريع فحسب، بل تتمكن من دفع تنمية شبكة الجوال، وتحقيق انتشار "مكتب الجوال" و"تجارة الجوال" و"خدمة المرور والنقل الإلكترونية" و"الأسرة الذكية" كي يستفيد المستهلكون من مميزات الجيل الرابع. والآن، يقتصر استعمال الجيل الرابع على نقل بيانات الجوال، وستقرر المؤسسات بذاتها تعديل سعر الجيل الرابع. ونعتقد أنه يجب التشجيع على التنافس السوقي وتحقيق خفض الأسعار ورفع جودة الخدمات من خلال هذا التنافس."