|
||
cri (GMT+08:00) 2015-05-25 10:12:56 |
20150525duocai
|
يسمى شهر يونيو بموسم التخرج في الصين ، حيث يتخرج الطلاب من الجامعات والمعاهد ومختلف المدارس المهنية ويدخلون في المجتمع. قبل سنوات، جبذت المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقاونغتشو العديد من الشباب الصينيين للعمل فيها والإقامة هناك، غير أن هذا الحال قد شهد تغيرا خلال هذه السنوات. رغم أن المدن الكبرى عادة ما تكون مسرحا لتحقيق الأحلام بالنسبة للكثير من الشباب، غير أن مجموعة من المشاكل، مثل ارتفاع أسعار السكن والتدهور البيئي وصعوبة نقل قيدهم المدني إلى المدن التي يعملون بها، أصبح العديد من الخريجين يبحثون عن وظائف في المدن المتسوطة والصغيرة، كما يفضل بعض الشباب المقيمين في المدن الكبرى ترك أعمالهم ونقل بيوتهم إلى مدن أخرى. ماذا يفعل الشباب الصينيون عند مواجهة الضغوطات في المدن الكبرى؟ أيهما يختار، الهروب أم البقاء؟ لنبدأ حديثنا اليوم حول هذا الشأن.
قالت سعاد إنه قد مضت عشر سنوات على تخرجها من الجامعة، وخلال تخرجها، اخترت العمل والإقامة في بكين، وإذا أتيحت لها فرصة أخرى، فلا تزال تختار البقاء في هذه المدينة.
لأنها بدأت الدراسة في الجامعة ببكين اعتبارا من عام 2001، وبعد أربع سنوات من العيش في هذه المدينة، أحببتها. وترى سعاد أن ما يجذبها أكثر في بكين هي الثقافات العريقة والمتنوعة. من المعروف أن بكين عاصمة الصين، وتعتبر مركزا سياسيا وثقافيا لبلادنا، يمكننا أن نشعر بجذابة الثقافة التقليدية الصينية القديمة والحضارة الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة. وتجود فيها أيضا عدد كبير من الجامعات والمعاهد، الأمر الذي يزيد المناخ الثقافي لهذه المدينة القديمة. بالإضافة إلى ذلك، تتجمع في بكين مختلف الثقافات الأجنبية المختلفة، حيث يمكننا مشاهدة العروض الفنية الرائعة القادمة من أنحاء العالم، وتعتقد سعاد أنه من الصعب أن نجد هذه المزايا والتفوقات في المدن المتوسطة أو الصغيرة الحجم.
كما أكدت سعاد أن الضغوطات والتكاليف للإقامة في المدن الصينية الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو تزداد بصورة متواصلة، غير أن عملها وأسرتها هنا، وبالنسبة للصينيين، يعتبر امتلاك أسرة وعمل مستقر وجيد أهم مجالين للتفكير في اختيار منطقة للإقامة فيها، فترسخت جذورها في هذه المدينة، وتريد البقاء فيها.
وعلى صعيد آخر، قال ياقوت إن المدن الكبرى في الصين تواجه حاليا العديد من المشاكل والصعوبات، مثل ارتفاع أسعار العقارات وإزدياد تكلفة المعيشة. وأكثر ما لا يعجبه في بكين هو زحمة المواصلات. ومع النمو الاقتصادي في الصين، شهد مستوى الشعب الصيني ارتفاعا كبيرا وخاصة في المدن الكبرى. وخلال السنوات الأخيرة، أصبح عدد ملاك السيارات في بكين أكثر فأكثر، لذلك فإن إزدحام المواصلات يزداد بصورة مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تلوث البيئة من أكبر المشاكل التي تواجهها المدن الصينية الكبرى. مثلا، يحدث الضباب الكثيف في مدينة بكين في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وصعوبات سير السيارات. مع إزدياد عدد العربات، أصبحت انبعاثات السيارات من أهم العوامل التي تؤثر على جودة الهواء. لذلك، فإن المزيد من الشباب لا يفضلون البقاء في المدن الكبرى.
في الوقت نفسه، أكد ياقوت أن المدن الكبرى لها تفوقات وعيوب. على سبيل المثال، فإن بكين مركز سياسي وثقافي للصين، كما تعتبر من المراكز الاقتصادية الصينية، وتتجمع فيها كوادر ممتازة في شتى المجالات من كل أنحاء البلاد. وهناك الكثير من فرص التشغيل في بكين، الأمر الذي يتيح للشبان مجالا واسعا لتطوير قدراتهم. ويمكنهم من إيجاد فرصا كثيرة للتشغيل ومواصلة تلقي التدريب المهني أو التعليم خلال عملهم. هذه هي المزايا. لكن، يتدفق الكثير من الناس من أنحاء البلاد إلى بكين، مما أدى إلى ارتفاع عدد سكانها باستمرار، الأمر الذي يسفر عن ارتفاع المستوى المعيشي في هذه المدينة. وهذه هي عيوبها.
إن ما دفع الشباب للبقاء في المدن الكبرى هي المزايا والتفوقات التي تتسم بها هذه المدن، مثل الفرص الكثيرة في التشغيل ومسرح كبير لتطوير قدرات الشباب، وفرص جيدة لتلقي تدريبات مهنية. بالمقابل، ما يضطر بعض الشباب للهروب من المدن الكبرى هو المشاكل المشتركة فيها، مثل تلوث البيئة وضغوط المعيشة المتزايد.
في ختام الحديث، قال ياقوت إنه مهما كانت كبيرة أم صغيرة، لها مزايا وعيوب مختلفة، وبالنسبة للشباب، يرى أن المدينة التي تناسب لعملهم وإقامتهم وتطوير قدراتهم هي أفضل الاختيار لهم لبداية مرحلة جديدة من حياتهم.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |