بعث 160 عضوا من اعضاء البرلمان الايرانى البالغ عددهم 290 أمس الاحد ( 7 مايو ) برسالة الى كوفى أنان امين عام الامم المتحدة أكدوا فيها أن ايران ستضطر الى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى والبرتوكول الملحق بها إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض الضغوط عليها بشأن تخصيب اليورانيوم. بينما صرح الجانب الامريكى بأن الولايات المتحدة متمسكة برفع مشروع القرار الخاص بالمشكلة النووية الايرانية الى مجلس الامن الدولى حتى لو امتنعت روسيا والصين عن تأييدها. واظهرت مختلف البوادر أن الخلافات بين الجانبين الامريكي والايرانى بشأن المشكلة النووية الايرانية قد ازدادت حدتها مع مر الايام وأن المشكلة النووية الايرانية قد اصبحت اكثر تعقدا.

وبالاضافة الى تهديد البرلمان الايرانى بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى اكدت وزارة الخارجية الايرانية أمس الاحد من جديد ان اى اجراء سيتخذها مجلس الامن الدولى ضد ايران سيؤثر سلبيا على التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرح الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد في اليوم نفسه لاحدى وسائل الاعلام الالمانية بأن ايران ترفض اى قرار من مجلس الامن الدولى يضر بالحقوق الايرانية المشروعة.

هذا وقد قدمت بريطانيا وفرنسا يوم الاربعاء الماضى لاعضاء مجلس الامن الدولى مشروع قرار حول المشكلة النووية الايرانية. وجاء في المشروع أن الرفض الايرانى لتنفيذ البيان الرئاسى الذى اجازه مجلس الامن الدولى في التاسع والعشرين من مارس الماضى يشكل خطرا على السلم والامن الدوليين. وحث المشروع مجلس الامن الدولى على مطالبة ايران بوقف جميع النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم على الفور وفق الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة والا فإن مجلس الامن الدولى سيتخذ اجراءات اجبارية بما فيها فرض العقوبات الاقتصادية. لكن حتى يوم السبت لم تتفق الدول الدائمة العضوية الخمس في المجلس على المشروع.

واشار المندوب الامريكى الدائم لدى الامم المتحدة جون بولتن يوم السبت الى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية لا ترغب في استمرار التشاور حول المشكلة النووية الايرانية الى اجل غير مسمى في مجلس الامن الدولى. وان الولايات المتحدة والدول الاوروبية ستطالب بالتصويت حول هذا المشروع في هذا الاسبوع في حالة عدم التوصل الى الاتفاق في الاراء. وعلى صعيد متصل اشارت تقارير الى أن حاملة طائرات امريكية قد توجهت الى منطقة الخليج في اوائل هذا الشهر ويرى المحللون ان هذا يمثل اشد تحذير توجهه الولايات المتحدة الى ايران. الامر الذى اثار قلقا بالغا لدى المجتمع الدولى.

روسيا والصين بصفتهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولى تتمسكان بأن افضل الاساليب لحل المشكلة النووية الايرانية هو الاسلوب الدبلوماسى. فعبر الجانب الروسى عن امله في اجراء تعديل على مشروع القرار البريطانى الفرنسى. وعلم أنه من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية الخمسة في مجلس الامن الدولى ووزير الخارجية الالماني اليوم الاثنين في نيويورك لتنسيق المواقف من المشكلة النووية الايرانية. ويرى بعض المحللين أنه من الصعب أن يتوصل الاجتماع الى نتائج تقنع الولايات المتحدة.